كانت سهرة 25 جويلية 1968 في إطار مهرجان طبرقة الصيف ذات طابع استثنائي من خلال لقاء جمهور هذا المهرجان مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي قدم إبداعه الغنائي الممتع والمقنع... لقاء مثل فرصة للقاء بهذا الصوت العربي الرومانسي الخالد. في تلك السهرة التي أشرفت على تنفيذها الفرقة الماسية بقيادة المايسترو أحمد فؤاد حسن شدا عبد الحليم حافظ ب«ضي القناديل» و«سواح» و«الويل الويل» و«في يوم في شهر في سنة» ثم كانت المفاجأة عند تقديم إنتاجه الجديد في تلك الفترة «جانا الهوى» بمناداة ملحنها الراحل بليغ حمدي الذي قدمه الى الجمهور التونسي الذي صفّق طويلا وبحرارة لهذه المبادرة مثمّنا هذا الاحتفاء ببليغ حمدي الذي سنجده في تلك الصائفة أيضا وراء تلحين «يا مولعين بالسهر» ضمن الاحتفالات بعيد ميلاد الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة والتي قدمها عبد الحليم أمام الزعيم في قصر صقانس بالمنستير مساء يوم 3 أوت 1968 علما وأن «يا مولعين بالسهر» كتبها الشاعر عبد المجيد بن جدو. وبليغ حمدي بدأ حياته الفنية مغنيا حيث سجل 4 أغاني بالاذاعة المصرية قبل أن يتجه الى التلحين وكانت انطلاقته بلحن أغنية «تخونوه» سنة 1957 لعبد الحليم حافظ لتتواصل رحلة التعاون الفني بينهما منذ نهاية الخمسينات وحتى منتصف السبعينات ومن هذه الأغاني التي لحنها بليغ حمدي لعبد الحليم حافظ نجد على حسب وداد قلبي سواح جان الهوى الهوى هوايا زي الهوا مداح القمر حاول تفتكرني موعود أي دمعة حزن لا التوبة خسارة الى جانب عدد من الأغاني الوطنية.. والقائمة طويلة في هذا المجال.