مكتب نابل الشروق: تتميز أغلب أعراس مناطق الوطن القبلي بتنوعها وذلك بتنوع الفضاءات التي تحتضن العرس لكن تجتمع أغلبها في طابعها الاحتفالي والاستعراضي الذي أصبح مترسخا خاصة لدى الأجيال الجديدة بسبعة ايام بلياليها من الفرح والغناء والرقص في منزل العروسين وما يرافقها من تحضيرات على أكثر من مستوى ليكون اليوم الموعود في أحلى حلّة. تنطلق التحضيرات بتحضير «السلاطة المشوية» التي يعشقها متساكنو الوطن القبلي والتي لا تغيب عن موائدهم بالتوازي مع ذلك تتجمع الفتيات للغناء والرقص على إيقاعات «الدربوكة» التي ترافقهن إلى غاية انتهاء العرس. وقبل ثلاثة أو أربعة أيام من اليوم الموعود يأتي الدور على ما يعرف ب»هزّان الفرش» لبيت الزوجية ومن هنا تنطلق الأهازيج التي يرددها أهالي العروسين والتي توارثوها منذ القدم والتي تقول: وما تربح كان الصلاة على رسول الله.. والصلاة على رسول الله (مرتين) هيّا، هيّا .. أريقو سالمة عروسة سالمة.. والصلاة على رسول الله (مرتين) ويتم ترديد هذه الأهازيج كلما سنحت الفرصة لذلك وهو ما يسمونه «تعشيق» العروسين وتحصينهما من العين والحسد. وفيما تتواصل الاحتفالات في منزل أهل العروسة بالقيام ب»الوطية» يتولى أهل العريس بذبح العجل على إيقاع «الطبال» و»الزكرة» بحضور أهل العريس وأصدقائه والأجوار ويتم لاحقا سلخه وتقسيمه تحضيرا لليوم الموالي الذي يتم فيه الاحتفاء بالمدعوين بإقامة مأدبة إفطار على شرفهم فتنصب الطاولات وعليها اشهى المأكولات وخاصة الكسكسي الأبيض بالحمص والزبيب واللحم بالإضافة إلى الملوخية والسلاطة المشوية وغيرها متن الأطباق بالإضافة إلى الغلال. وفي اليوم الموعود، تتم مرافقة العريس إلى الحمام صباحا من طرف اصدقائه المقربين، وفي الطريق يتسلح الرفقة بكمية من البيض و»الفارينة» ويقومون بتلطيخ بعضهم البعض إلى غاية الوصول إلى الحمام وهي عادة توارثوها عن آبائهم وأجاداهم. ويرافق بعد ذلك الطبال العريس وأصدقائه إلى المنزل ويجدون في انتظارهم أهل العرس أمام المنزل لتبدأ رحلة الغناء والرقص على دبكات الطبل و»الزكرة»، وبعد ذلك يتناول العريس وجبة الفطور رفقة المدعوين ثم يتوجه إلى الحلاق لوضع اللمسات الأخيرة على «الشكل» وارتداء الكسوة. وفي السهرة، يتم في مرحلة أولى جلب العروس وتصعد معها أمها وأخواتها ثم يأتي الدور على العريس الذي يلتحق بعروسه في مرحلة ثانية تحت طلقات الشماريخ والزغاريد وإيقاعات الموسيقى.