لم تكن زيارة يوسف الشاهد أمس إلى ميناء رادس الاولى لمسؤولي الدولة، فمنذ 2011، زار ميناء رادس 3 رؤساء حكومة و4 وزراء نقل وأحد وزراء الداخلية وكذلك وزيران للمالية ووفد من نواب البرلمان.. تونس الشروق: منذ 2011، أصبح ميناء رادس التجاري يمثل محطة محورية في عمل كل الحكومات المتعاقبة. فهو القلب النابض للاقتصاد الوطني خصوصا في ما يتعلق بالتصدير والتوريد وما يعنيه ذلك بالنسبة لسمعة تونس الاقتصادية في الأسواق الخارجية ولدى الفاعلين الاقتصاديين الأجانب والناقلين البحريين وأيضا لتوازن منظومة السوق الداخلية وللمداخيل الجمركية للدولة وأيضا بالنسبة للحرب على الفساد.. غير أنه ظل طوال السنوات الماضية محل تذمر من الفاعلين الاقتصاديين ومن أجهزة الدولة نفسها ومحل اتهام بتعطيل الدورة الاقتصادية وبعدم المساهمة الفعلية في الموارد الجمركية للدولة. كما تحوم حوله شبهات فساد مالي واداري تهم بعض العاملين فيه .. عجز الدولة وفق اغلب المتابعين فان الدولة على علم بكل ذلك منذ سنوات إلا أنها تعجز في كل مرة عن التصدي لبعض التجاوزات التي يرتكبها البعض، إما لضُعف في الرقابة او لأن المتجاوزين ينجحون في عدم ترك أي أثر لتجاوزاتهم أو لأن بعض التجاوزات تتم في إطار مسارات متشابكة يصعب معها فك رموز التجاوز.. وطوال السنوات الماضية اكتفى مسؤولو الدولة بأداء زيارات مناسباتية للميناء غير ان ذلك لم يكف ليتحول هذا الميناء إلى قلب نابض حقيقي للاقتصاد الوطني كما في كل الموانئ التجارية في العالم. ورغم أن زيارة يوسف الشاهد أمس الى الميناء تخللها الاعلان عن جملة من الاجراءات ( انظر المؤطر) إلا ان المخاوف مازالت تحيط بهذا الملف خاصة في مثل هذه الفترة بالذات التي يحتاج فيها الاقتصاد الوطني الى كل عوامل الانقاذ. دور محوري تحتاج البلاد اليوم إلى تنشيط التصدير من اجل انقاذ الدينار واعادة توازن مخزون العملة الصعبة، وتحتاج أيضا الى حماية السوق الوطنية من التهريب ومن الاغراق بالسلع المجهولة. كما أن السمعة الاقتصادية للبلاد وللفاعلين الاقتصاديين في حاجة أيضا إلى إعادة الاعتبار بعد ان فقدت الكثير في السنوات الاخيرة جراء ظاهرة طول انتظار البواخر الاجنبية قبل الدخول إلى ميناء رادس وأثناء افراغ الشحنات وأيضا جراء عدم إيفاء المصدرين التونسيين بالتزاماتهم في الوقت المحدد تجاه الأسواق الاجنبية بسبب التعطيلات المختلفة وظاهرة السرقات.. كما تتأكد من يوم إلى آخر حاجة الدولة اليوم الى الموارد الجمركية الحقيقية التي تتناسب وانشطة التوريد والتصدير، حيث يتحدث الخبراء والمختصون عن ضياع موارد جمركية هامة عن الدولة نتيجة بعض التجاوزات المرتكبة على مستوى النقاط الحدودية وابرزها في ميناء رادس. وكل ذلك لا يتحقق إلا بلعب ميناء رادس التجاري دورا محوريا في ذلك وذلك من خلال منظومة رقابة متكاملة وصارمة وبميناء تجاري عصري كما في اغلب دول العالم. زيارة .. وبعد؟ اليوم تتجه الانظار مجددا إلى هذا الميناء الهام وخاصة إلى ما سيترتب عن زيارة رئيس الحكومة الاخيرة وعن الاجراءات التي اعلنها. فإمّا أن تكون اجراءات حقيقية يقع تجسيمها على ارض الواقع مع دعمها باجراءات اخرى لعصرنة الميناء وللتقليص من التعطيلات والبيروقراطية وتكون متبوعة بتدابير صارمة ومتشددة مع كل التجاوزات بكل جرأة وشجاعة، وإمّا ستتواصل الأمور على ما هي عليه حتى وإن زاره يوميا رؤساء الحكومات ومسؤولو الدّولة.. ما ترتب عن زيارة الشاهد الأخيرة إلى ميناء رادس الاذن بالانطلاق الفعلي لمشروع تشغيل منوال الاستغلال الجديد للميناء عبر منظومة التصرف الذكي TOS. الاذن بدخول منظومة البوابة الذكية «Smart Gate» للحاويات والمجرورات والمحطة التابعة لها حيز الاستغلال خلال أسبوعين ( تهدف لمزيد إضفاء النجاعة على الخدمات وجودتها والمحافظة على تقليص مدة انتظار السفن التجارية لبلوغ هدف الصفر زمن انتظار الذي حققه الميناء منذ شهرين) الاذن بدخول الرافعات الجديدة RTG حيز الاستغلال والتي ستمكن من تحسين الأداء في الرفع والترصيف. الاذن بالانطلاق في تركيز منظومة السلامة الإلكترونية بالميناء واستغلال الرصيفين 6 و7 بعد استكمال اشغال تهيئتهما 14 زيارة لميناء رادس في 7 سنوات رؤساء الحكومات: ماي 2012 : زيارة فجئية لرئيس الحكومة حمادي الجبالي ماي 2014 : زيارة فجئية أولى لرئيس الحكومة المهدي جمعة ديسمبر 2014: زيارة فجئية ثانية لرئيس الحكومة مهدي جمعة مرفوقا بوزير النقل شهاب بن أحمد جوان2017 : زيارة رئيس الحكومة يوسف الشاهد مرفوقا بوزير النقل والمدير العام للديوانة التونسية وعدد من المسؤولين، وكانت متبوعة بحريق نشب في أحد مخازن السلع أوت 2018: زيارة ثانية لرئيس الحكومة يوسف الشاهد أعضاء الحكومة والمسؤولون: مارس 2013 : زيارة وزير الماليّة في حكومة علي العريض الياس الفخفاخ جويلية 2014: زيارة وزير النقل في حكومة مهدي جمعة شهاب بن أحمد فيفري 2015 : زيارة أولى لوزير النقل في حكومة مهدي جمعة محمود بن رمضان أفريل 2015: زيارة فجئية لوزيري الداخلية ناجم الغرسلي والمالية سليم شاكر في حكومة حبيب الصيد أكتوبر 2015 : زيارة فجئية ثانية لوزير النّقل في حكومة حبيب الصيد محمود بن رمضان أفريل 2016: زيارة وزير النقل في حكومة حبيب الصيد الثانية انيس غديرة. فيفري 2018 : زيارة ليلية غير معلنة لوزير النقل في حكومة يوسف الشاهد رضوان عيارة فيفري 2018 : زيارة اعضاء اللجنة الخاصّة للأمن والدفاع بمجلس نواب الشعب ماي 2018 : زيارة تفقّد فجئي لمدير عام الديوانة يوسف الزواغي رفقة عدد من الإطارات الديوانية.