الشروق (الجزائر) فاجأ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الرأي العام، أمس الجمعة، بعزل اثنين من كبار جنرالات الجيش الشعبي الوطني، دون كشف تفاصيل الإقالة. وتداولت وسائل إعلام جزائرية أنباء عن تنحية اللواء «شنتوف الحبيب» قائد الناحية العسكرية الأولى، وإنهاء مهام قائد الناحية العسكرية الثانية اللواء «سعيد باي». وتم تعيين مدير أكاديمية شرشال العسكرية، «علي سعيدان»، قائدا للمنطقة العسكرية الأولى، إضافة إلى تعيين قائد المنطقة العسكرية السادسة مفتاح صواب رئيسا للمنطقة العسكرية الثانية. ومنذ شهر جوان الماضي، تتوالى سلسلة الإقالات في صفوف قادة الأجهزة الأمنية في الجزائر، بشكل لافت ومتسارع، وسط تكهنات عديدة وذهول خيّم على المشهد السياسي العام في البلاد. ويربط مراقبون هذه المستجدات بسيناريوهات خلافة الرئيس الحالي، عبدالعزيز بوتفليقة، أو تمديد فترة حكمه لعهدة رئاسية خامسة يغلق بها ربع قرن من السلطة التي وصل إليها في عام 1999. ورغم مرور أسابيع، لم تقدم السلطات الجزائرية تفاصيل عن تنحية الجنرال عبد الغني هامل من قيادة الأمن الوطني الجزائري، بينما اكتفى وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، بدعوة كوادر الأمن والوزارة إلى «الاندماج في نسق التغيير، الذي يقوده المدير العام الجديد للأمن العقيد مصطفى لهبيري». وبدوره أثار لهبيري، جدلًا واسعًا بقرارات جديدة، استهدفت عزل مديري أمن الولايات ومسؤولين بمديرية الشرطة في الجزائر. وعُد الجنرال المعزول من أبرز المرشحين لخلافة الرئيس، عبدالعزيز بوتفليقة، وخلال تنقلاته كان يحظى بإجراءات بروتوكولية أكثر من تلك التي تخصص لرئيس الحكومة، ما أثار حفيظة جهات عليا في الدولة. وأشيع أنّ «هامل» تجاوز واجب التحفظ، وأدلى بتصريحات إعلامية مُدوية، حول الفساد، وقضية الكوكايين المهرب من البرازيل، والتي تورط فيها قضاة ومسؤولون بارزون في وزارة العدل، ودائرة الديوانة. كما شهد قطاع الدرك الوطني وهو جهاز أمني تابع لوزارة الدفاع الوطني، منذ فترة، تغييرات بدءً بإنهاء مهام اللواء نوبة مناد، وتوقيفات أخرى في صفوف الجيش ووزارة الدفاع.