تقع الواحة الساحلية ببوغرارة من ولاية مدنين على الطريق الجهوية رقم 108 واصل تسمية بوغرارة يرجع الى الشريف الادريسي وهو سيدي مهذب بوغرارة الذي غادر الساقية الحمراء سنة 1562 م واسس قبائل المهاذبة ويعرف بسيدي سلام بوغرغارة لانه كان يرتدي غرارة والغرارة هي ذلك الكيس المصنوع من صوف الغنم ووبر الابر يستعمل لخزن الحبوب من ولاية قابس وتنفتح بوغرارة على ثلاث واجهات بحرية شمالا خليج قابس وجزيرة جربة وشرقا شبه جزيرة جرجيس ومن الجنوب الغربي على مدنين. البحر الازرق في عيني الواحة تصطف اشجار النخيل وارفة الظلال يمينا ويسارا تعانق البحر على امتداد شاطئه البالغة مساحته حوالي خمسين الف هكتار ويتركز اقتصادها اساسا على الفلاحة والصيد البحري نظرا لما توفره بحيرة بوغرارة من موارد سمكية متنوعة يقع تصديرها إلى باقي الاسواق في تونس وخارجها وتحتوي بوغرارة على ميناء صيد بحري وشاطئ مهيأ يعج بالزوار خاصة في فصل الصيف من المناطق المجاورة مثل مدنين وبني خداش وغمراسن فهو شاطئ مؤهل للسباحة والترفيه به كما يلاحظ بهذا الشاطئ وجود سمك الجفاو والدرغال والبوري والمعزول وحمام البحر والمحار يجد مرعى خصب بهذا الساحل . بوغرارة مسرحا طبيعيا للفنون الواحة الساحلية ببوغراراة ذات موقع متميز يستغل ظلالها المصطافون ويتخذونها فضاءا رحبا للتمتع بنسمات بحرية عليلة تحت ظلال وارفة قلما نجدها في الواحات الساحلية التونسية وتجد الواحة اهتماما من قبل مكونات المجتمع المدني والجمعيات المهتمة بالمجال البيئي وعادة ما تكون مسرحا لعدة تظاهرات ثقافية وبيئيه اذ بمنطقة بوغرارة يوجد موقع جكتيس الاثري في عمق خليجها يكاد يكون مغلقا على نفسه وهو من سلسلة المراكز التجارية الساحلية التي كانت اقامتها قرطاج على طول طريق لبدة الكبرى واثار جكتيس تحمل الطابع الروماني في كل اشكالها الهندسية المعمارية وظل الموقع الاثري تحت سيطرة الدولة النوميدية من سنة 202 الى سنة 46 ق م وشهدت جكتيس منذ ذلك التاريخ فترة طويلة امتدت الى سنة 430 حيث تم تدميرها على ايدي الوندال وقد تم اكتشافها في 18 مارس من سنة 1860 من طرف الكشاف VICTOR GRIRAIN , يستغل اهالي بوغرارة جريد النخل كمواد اولية لاقامة اسطبلات لحيواناتهم فالاسس تبنى بجذوع النخيل اما الجريد فيوضع للسقوف، فجريد النخل وجذوعها تعيش أكثر من ألف سنة كما يتم استغلال فواضل النخلة كالنوى وغيره علفا للماشية واهتم اهالي بوغرارة بزراعة النخيل وأولوها عناية متميزة، واعتمدوا عليها اعتمادا كلياً في حياتهم اليومية، من خلال ظلها وخشبها وسعفها وثمرها وكانت شريكتهم في شظف العيش، ووجهاً جميلاً من وجوه كرمهم، إذ اعتبروا تقديم الأنواع الجيدة من تمرها مع القهوة دليلاً على إكرام الضيف يتفق اهل بوغرارة على ضرورة ان يعود للنخيل قيمتها الغذائيَّة والصناعيَّة؛ فالنخلة رمز الإيثار والعطاء والاستمراريَّة، إنها تُمثِّل عطاء جيلٍ لآخَر.