شجرة النخيل من الغراسات التي حظيت باهتمام اهالي الجهة بشبه جزيرة جرجيس حيث تشكلت واحة جرجيس منذ نهاية القرن التاسع عشر في شكل واحة ساحلية تختلف في نوعية انتاجها عن الواحات الصحراوية في كل من الجريد ونفزاوة . تاريخ واحة جرجيس تمتد واحة جرجيس على طول الشريط الساحلي جذوعها في الارض وسعف نخيلها يعانق السماء وجدت انذاك الارضية الملائمة للنمو اذ تم في الخمسينات احداث ما لا يقل عن 26 بئرا ارتوازيا مكنت مالكي هذه المساحات من النخيل من ري اشجارهم بكميات مياه ذات ملوحة مرتفعة لقربها من شواطئ البحر ولئن كانت نسبة ملوحة المياه مرتفعة الا انها تلاءمت مع طبيعة شجرة النخيل وهوما يبين تطور عدد النخيل بواحة جرجيس ما بين سنة 1901 و1950 من 61 الف الى 119 الف انواع النخيل انواع النخيل المتوفرة بجرجيس هي الرطبي والتمري والعلاقي وتم تعويض بعض الاصول الغير منتجة بنوع اللمسي والدقلة وتعتبر منطقة السويحل والعقلة وصانغو وحسي الجربي وحمادي القبلي من ابرز الاماكن التي تمت بها غراسة الاف الانواع من النخيل ولا زالت الى اليوم ولئن تضررت من الزحف العمراني اليها الا ان واحة حمادي وواحة العقلة وحسي الجربي لا زالت تقاوم هذا الزحف العمراني اذ تحيط بأجنة المنازل اشجار النخيل في تلك المناطق ويستغلها المصطافون للاسترخاء في موسم الاصطياف . استعمالاته في بعض القرى بجرجيس تعد شجرة النخيل من أكثر الأشجار حماية وفائدة للبيئة، لا ستغلال مخلفاتها في عدة نواح ،ويتم استغلال سعفها في صناعة القبعات ذات الطابع الشعبي المظلة ، وتصنع من سعفها كذلك السلال والأوعية الخاصة بتعبئة الفواكه والخضروات من ، كما تستثمر محليا كعلف للماشية وجذوعها في تشييد الاكواخ فيما مضى وتستغل اليوم في النجارة اذ تصنع الابواب والنوافذ من جذوعها كما يستغل البحارة جريد النخيل في بناء الزرايب للاسماك وعراجينها في صنع الدرينة وهي تقنية من تقنيات الصيد البحري القديمة والتي لازالت الى اليوم يحافظ عليها البحارة لجدواها على المخزون السمكي , سعف النخيل يستغله اليوم عدد من الحرفيين بجرجيس في صنع السجاد والسلات للمقبلات على الزواج وعادة ما تضع فيها العروس مستلزمات ليلة الحناء. اللاقمي العصير المحلي الصنع لا يكاد هذا الشراب يغيب عن طاولة في فصل الصيف ، نظرا لفوائده الصحية كما يقول المختصين في استخراجه ،"اللاقمي" سائل يميل لونه إلى الأصفر، تمر عملية استخراجه بالعديد من المراحل، فبعد تنظيف النخلة من الشوك المحاط بها، والقيام بحك قلبها حتى يظهر ما يسمى "الجُمّار" وهو قلب النخلة "يقوم اللقام بحجمها وفيها يتم نزع القليل من أجزاء الجُمّار، ثم حفر حوض صغير فيه، لتظهر قطرات ستتحول في ما بعد إلى شراب اللاقمي، وكل نخلة بإمكانها استخراج ما يقارب عشرين لترا من اللاقمي مع كل عملية" ويتنوع مذاق اللاقمي حسب نوعية النخلة وطولها، فكلما زاد طولها كان طعم الشراب المستخرج أفضل وألذ ومباشرة بعد استخراج اللاقمي، يتم صب الشراب في أوانٍ فخارية، ثم تصفيته باستعمال قطعة قماش نظيفة، ثم تخزينه في مكان بارد دون أن يُضاف إليه أي مكون آخر، قبيل نقله إلى الأسواق الاسبوعية والتجمعات والازقة ، للبيع داخل أوانٍ فخارية أخرى معدة للغرض ويحرص اللاقامون على تغطية قلب النخلة في أولى المراحل حتى لا تستقر عليها الحشرات، ثم الحرص على نظافة الأوعية التي تستعمل لتخزين اللاقمي لضمان سلامة كل من يتناول هذا العصير. تراجع الواحة نتيجة الزحف العمراني وأمام الانتهاكات التي تتعرض لها واحة جرجيس في "حسي الجربي" يسعى عدد من مكونات المجتمع المدني بهذه العمادة وبالخصوص الغيورين على ديمومة جمالية المحيط البيئي الاخضر لاستعادة الواحة من خلال العمل على مزيد تثمين هذا المكسب ودمجه في القطاع السياحي والحرفي لخلق مزيد من مواطن الشغل سواء كان ذلك في مجال الصناعات التقليدية او النجارة التي تعتمد على خشب النخيل فضلا عن حث الاطراف ذات الصلة للعناية باشجار النخيل المتاخمة لشاطئ البحر والتي تعود الى الملك العمومي البحري . شعلاء المجعي