مكتب سليانة – الشروق للوصول إلى اليوم الموعود ، أو بالأحرى الدخول إلى القفص الذهبي ،يجب تخطي عديد المراحل وذلك طبقا للعادات والتقاليد المتوارثة جيلا بعد جيل ،والتي مازالت صامدة ولم تتزحزح إلى اليوم رغم ما تعرفه حياتنا من تطورات عدة ،على جميع المستويات ، لذلك وللفوز ببنت « الحلال « يجب الانطلاق بما هو متعارف عليه ،حيث الخطبة الشفاهية ،ومن بعدها قراءة « الفاتحة « وهي عبارة عن إشارة تنم عن موافقة أهل الفتاة لتزويجها ،ومثل هذه العادة لا يمكن الاستغناء عنها إلى ابد الآبدين حيث توحد هذه العادة كل أقاليم بلادنا من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها . ولتخطي هذه المرحلة بسلام - وهي عبارة عن امتحان يكرم المرء فيه أو يهان – ستفتح بعدها بعض العادات الأخرى المتعارف عليها بولاية سليانة قاطبة ، والمتمثلة في قراءة الفاتحة حيث يتم استدعاء كبار العائلتين من الرجال ، وذلك كنوع من إشهار الخطبة لدى العموم حتى يتسنى للخطيبين الالتقاء علنا ومن دون حرج ، لكن هناك بعض العائلات التي ترفض مثل هذه اللقاءات بالشارع وذلك تحسبا لما يسمى « بالمكتوب « ،لذلك عادة ما تكون لقاءاتهما بمنزل والدها ، وذلك للمحافظة على سمعة الفتاة . من ذلك تحل عائلة الولد ومصحوبة عادة ببعض الجيران والأقارب ،لمزيد التعارف فيما بينهم حيث تقدم حينها المشروبات والحلويات وكل حسب مقدرته الشرائية ،لتعم بعدها الزغاريد وذلك احتفالا بترابط العائلتين . فالخطبة تعتبر العادة الوحيدة التي وحدت كل التونسيين من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها ، رغم اختلاف وتطور بقية العادات الأخرى .