تونس (الشروق) على امتداد عشريات خلت عُرفت أعراس منزل بوزيان (ولاية سيدي بوزيد) بالعادات والتقاليد الأصيلة ذات الأبعاد الريفيّة المُتوارثة وتتأسّسُ العلاقة الزوجية سابقا على «التّسمية» داخل العائلات ذات الرّوابط الدمويّة لحفظ أركان «الشجرة» وورثتها من متاع الدُّنيا وكانت تقلُّ حالات الارتباط الخارجي عن «العرش» الواحد وببلوغ سنّ الرُّشد تأخذ هذه العلاقة «المُحدّدة أبعادها الرسميّة بالخُطبة وقراءة الفاتحة وعقد القران بحضور أفراد «الميعاد» من كبار الرّجال والنّساء التي يعقُبها إقامة فرح العرس الذي كان يمتدُّ على سبعة أيام ويبدأُ بولائم «قصاع» الكسكسي واللّحم وتتخلّلهُ سهرات «النّجمة» التي تعلُو فيها أغاني النسوة الفردية والجماعية والزغاريد وإطلاق البارود و تتسِمُ هذه الأفراح بالتآزر التضامني مع عائلة العريس بالتبرّع لابنها بما يُعرف «بالقصعة « في شكل هبة مادية أو ذبيحة أو مواد غذائية وانطلاقا من التحوّلات الاجتماعية والتربوية والاقتصادية العميقة التي ارتقت بالجهة الى التمدن المعيشي والفكري شهدت العلاقات العاطفية والارتباطية بداية من الثمانينات خصوصا توسع في أبعاد التعارف والاقتران بين الازواج في زيجات من مختلف جهات البلاد نتيجة توزع الكثير من أبناء الجهة من الجنسين بالدراسة والعمل بمُختلف المناطق الداخلية وشهدت طرق تنظيم الأعراس نقلة نوعية من حيث مساهمة الزوجة في تأثيث منزل الزوجية والتوجه للحمام الحديث والحلاقة للتجميل صحبة بنات جيلها ونقلها لبيت العريس عبر «أسطول» من السيارات المرافقة للتصديرة على منصة «الملوك» بحضور المدعوين من الأهل والأحباب وتعلُو الأنغام المُوسيقية أو أغان لأحد الفنّانين الشعبيين الذين يستقدمهم «قلّة» من المُقتدرين ماديّا يُصاحبها الرّقص التقليدي والعصري «للشبيبة» الحاضرة وذوي العروسين لإضفاء الأجواء الفارحة و تُنظّم عائلة العريس عشاء في شكل «كوكتال» من المأكولات والمشروبات على شرف الحضور والتي أصبحت تُعدّ من قبل «طباخ» الأعراس في ظاهرة جديدة بالاعتماد على التخصّص لضبط قائمة الضروريات وذلك بإعانة جمع من المتطوعين من عمق عادات الأجداد إضافة إلى بروز الدعم المادي للعريس في ما يُعرف «الرَّمْوِ» ويفتح أحدُ أقرباء العريس «الثُقاة» سجلاّ لتدوين قائمة المتبرعين أسما ومبالغ ماديّة ليكون العريس على بيّنة من مقولة «المِتسَلْفَة مرْدُودَة وتعرف ليلة «المِرْواحِ» أجواء احتفالية أقربُ للمهرجانية احتفاء بالعريس وعروسه «بشبعة» رقص ومرح وتوثيق للحدث دون خرُوج عن ضوابط روح التقاليد وذلك إلى ما بعد منتصف الليل ويُقْفَلُ العرس بعادة «الدُخلة» التي تجاوزتها الأجيال بحفظ «حُرمتها» وقدسيّتها برغم بعض «البقايا» ولكلّ منها مقاصدها.