« الشروق « مكتب قابس تتعدد الشواطئ بجهة قابس وتتنوع بحكم طول مداها على الخليج المنفتح على ما يفوق الخمسين كيلومترا من العكاريت شمالا الى الزارات ولماية جنوبا ، تنوع وتعدد جعلا لكل شاطئ مصطافيه ورواده الأوفياء» الشروق « زارت « شط غنوش « الذي إشتهر برواده الأوفياء القادمين كل صيف من بوشمة والميدة والحامة ومنزل الحبيب وعديد مناطق ولاية قفصة . شاطئ غنوش لا يبعد عن وسط المدينة سوى كيلومترين أو ثلاثة وهو ما يسمح لأغلب أبناء المدينة بالتنقل على القدمين بينما تتوفر وسائل النقل بالتاكسي والنقل الريفي للقادمين من خارج المنطقة. اقبال كبير رغم مخاطر التلوث عموما أجمعت كل الأراء المستقاة على أن بحر غنوش يبقى وجهة محبوبة جدا للعائلات المحافظة من حيث الاحترام السائد بين رواده وبفضل توفر الحماية والسباحين المنقذين والاحساس بالأمن ، لكن ما يقلق راحة المصطافين خصوصا وأهالي المنطقة عموما هوالتلوث الكبير الذي يعاني منه هذا البحر بفعل ما تلقيه معامل ومصانع الجهة في مياهه من فضلات ورواسب.... واثناء الزيارة لاحظنا تدخل البلدية من خلال أشغال تهيئة كرنيش غنوش حيث شملت الاشغال تغيير فوانيس التنوير العمومي وتجميع الفضلات في الأكياس « البيئية « المعدة للغرض . « زياد المشارقي « من اصلي جهة غنوش أفادنا « في بداية كل موسم اصطياف أقوم بنصب خيمة للعائلة ونقيم كل اليوم بها من ساعات الصباح الأولى حتى المساء وما لاحظناه هذا الصيف هو نوعية المياه فهي سيئة للغاية حيث نشعر بألم على مستوى الجلد عقب كل سباحة ولعل السبب يعود لما تلقيه المعامل من فضلات في البحر وأضاف نحن بحاجة أكيدة إلى تركيز وحدات صحية اضافية وتعهد وصيانة « العين الباردة» التي تعتبر خاصية من خاصيات هذا البحر. عائلات داخل الخيمات وتحت الشمسيات على طول الشاطئ فوق الرمال الذهبية المميزة ترى سلسلة من الخيمات المنتصبة داخلها عائلات قدمت من بعيد هي تقيم ليلا نهارا وتخلق حركية استثنائية .اقتربنا من بعض المصطافين واكتشفنا بعض انطباعاتهم « علي سواسية « غنوشي الأصل وجدناه بصدد تشييد خيمة للعائلة قال أعتبر شط غنوش من الشواطئ التي أجد راحتي التامة فيها ولا أتجه لغيره نظرا لقربه أيضا من محل سكناي سألناه عن تلوث البحر فكانت إجابته شافية وكافية اذ قال مياه بحر غنوش تتغير بتغير إتجاه الرياح فعندما تأتي من جهة المجمع الكيميائي فإن تسبب في تلوثه وعندما تكون سماوي « فإنها تسهم في نظافته ونقاوته. أما بلقاسم بوقطف 26 سنة أصيل الحامة ومن متساكني حي الازدهار قال انه دأب على الاصطياف في « شط غنوش ككل صيف يتجه إلى هذا المكان منذ الساعات الأولى حيث يقضي يومه كاملا هناك بين الغطس وقضاء وقت ممتع على ضفافه . « بلقاسم « إختار هذا البحر نظرا لقربه من مكان إقامته رغم رداءة حالته من حيث النظافة فمياهه أصحبت ملوثة وغير صحية للسباحة بفعل قربه من المعامل والمصانع وإفرازاتها الكيميائية وفي جانب أخر أشاد بلقاسم بوعي المواطن في نظافة رمال البحر إذ دأب رواده على جمع الفضلات ورميها في الحاويات المخصصة لها . بلبابة بنخود من أصيلي الحامة يقول « نحن نقضي قرابة 20 يوما كل صيف في شط غنوش رفقة العائلة بأكملها ولانغادره إلا بانتهاء موسم الاصطياف وقد اخترنا هذا المكان نظرا لهدؤءه التام ونظافته والعلاقات الطيبة بين العائلات المقيمة حيث تنشأ روابط حميمة بين المصطافين لكن هذا الصيف يبدو أن مياهه أصبحت ملوثة ووسخة للغاية .