في مشهد يتكرر كل سنة غمرت الأوساخ والجلود وفضلات الحيوانات جل الاحياء التونسية بسبب فوضى ذبح الاضاحي في الفضاءات غير المهيئة مما افسد بهجةالعيد فمن المسؤول عن هذه الفوضى؟ تونس الشروق: يترتب عن فوضى ذبح الاضاحي وسط الاحياء وفي الفضاءات غير المهيأة في كل عيد أضحى مشاكل صحية وبيئية وجمالية بسبب تكدّس النفايات والجلود وفضلات الحيوانات ومشهد الدماء في الانهج والاحياء وانبعاث روائح كريهة وتسببها في امراض عديدة منها ما تنقله الحيوانات من النفايات المتراكمة ولجوء عدد من المواطنين الى حرقها وانبعاث دخان خانق. فهل ان المواطن وحده مسؤول عن هذه التجاوزات ام انها مسؤولية البلديات وهل توجد حلول لهذه الوضعية المزرية التي لا تليق بالتونسي ولا بمؤسسات الدولة التي تم انتخابها لتقوم بدورها في تنظيم حياة المواطن اليومية اساسا؟ حملات ولكن.. يبدو ان الحملة الوطنية لتجميع وتثمين جلود الأضاحي التي تم اطلاقها قبل العيد تحت شعار»جلد العيد في عوض ترميه وتلوث بيه يولي ثروة كي تستحفظ عليه»، لم تفلح كثيرا في الحدّ من ظاهرة تكدس نفايات العيد وفق ما عاينته «الشروق» في عدد من الاحياء وما صرّح به لنا عديد المواطنين الذين عبّروا عن انزعاجهم من مشهد النفايات والروائح الكريهة المنبعثة منها في كل مكان وقد اعتبر جلهم ان البلديات مسؤولة عن هذا الوضع بسبب عدم تخصيص فضاءات صالحة للذبح وتجميع النفايات المترتبة عنه كما هو الحال في الدول المتقدمة التي تخصص للمسلمين فضاءات مراقبة مما يجعلها في مأمن من الاخلالات البيئية والصحية بالإضافة الى ان العديد من البلديات لم تقم بمجهودات اضافية في نقل النفايات سواء عبر تعزيز الاسطول بشاحنات واعوان اضافيين او تركيز حاويات جديدة قادرة على استيعاب الكميات الاضافية للنفايات في العيد والتي يتضاعف حجمها في بعض الجهات الى اربع مرات وهو ما جعل نفايات العيد تتكدس لأكثر من يومين في العديد من الاحياء وفي انبعاث روائح ومشاهد مقززة تتكرّر سنويا دون التفكير في القضاء عليها. من جهة اخرى فان المواطن بدوره مسؤول عن هذا الوضع ذلك ان العديد من المواطنين يقومون بإلقاء الفضلات اثر مرور شاحنات نقل الفضلات وهو ما يجعل النفايات تتكدس على مدار اليوم كما لم يقم البعض بتخصيص اكياس خاصة بالجلود وفق ما نصح به القائمون على الحملة التحسيسية هذه السنة والتي شارك فيها نحو 500 متطوّع و23 جمعية و4 ولايات و21 بلدية، وخصّصت لها 83 نقطة تجميع. تثمين الجلود وللإشارة، فان الجلود التي تتحوّل الى مشكل بسبب الالقاء بها في الطبيعة كان من الممكن ان تكون ثروة اذا تم تثمينها وهو ما حاول ان يوضحه المركز الوطني للجلود والأحذية من خلال تنظيم حملة تثمين جلود اضاحي العيد بالتعاون مع وزارات الفلاحة والصحة والشؤون الدينية والاتحادالتونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وبمساهمة الشركة العامة للملاحات والوكالةالوطنية للتصرف في النفايات. وينتظر ان يتم تقييم نتائج هذه الحملة ودراسة امكانية وضع منظومة للتصرف في الجلود خلال الفترة القادمة. وفي هذا السياق دعا وزير الصناعة سليم الفرياني على هامش ندوة تم عقدها حول الحملة، إلى ضرورة جمع وتثمين جلود الأضاحي الملقاةفي الطبيعة خلال فترة العيد، التي يناهز عددها 1.2مليون قطعة، لتحويلها وتزويد السوق المحليّةمن هذه المادة الاولية وتصدير جزء منها وتوفير موارد اضافية من العملة الصعبة للبلاد. من جهته صرّح المدير العام للمركز الوطني للجلود والأحذية نبيل بن بشير لوسائل الاعلام ان تجربة تثمين جلود العيد انطلقت مبدئيا مع ولايات تونس وبن عروس وأريانة ومنوبة بمشاركة 21 بلدية لتجميع جلود الأضاحي في 83 نقطة قصد تثمينها. واعتبر ان هذه الحملة تهدف إلى تنظيم قطاع جمع الجلود وتثمين هذه الثروة الأولية، التي لا يتم استغلال سوى 10% منها علما وان جلد الغنم الواحديمكن من صناعة حذائين أو حقيبتين.وأبرز أن قيمة 1.2 مليون قطعة من الجلود التي يتم افرازها في العيد لا تتجاوز قيمتها 3 مليون دينار في حين تصل قيمتها بعد عملية التثمين إلى 15 مليون دينار. وللإشارة فقد تباين تعامل البلديات مع نفايات العيد اذ ان منهم من حاول قدر الامكان العمل على التخلص منها ومنهم من لم يحرك ساكنا امام تراكمها لكن ما يجمعها عدم مراقبة ومعاقبة المخالفين من العملة في مجال النظافة والمواطنين. شيخة مدينة تونس سعاد عبد الرحيم ل«الشروق» الفضلات تتضاعف في العيد من 700الى 3 آلاف طن في اليوم تتضاعف النفايات خلال ايام العيد بالنسبة الى بلدية العاصمة من700 طن في اليوم الى 3000 طن ايام العيد وهو ما جعلنا نتخذ اجراءات استباقية من حيث توفير المعدات اللازمة والعنصر البشري وقد تمكنا من رفع نحو 80بالمائة من فضلات العيد في بلدية تونس و15دائرة بلدية التي تعود اليها بالنظر منها الكبارية والحرايرية والسيجومي وقد تفاعل المواطنون مع دعوات المجتمع المدني في خصوص تجميع الجلود لذلك لم نشهد تكدس الفضلات وحرقها خلال ايام العيد. أرقام ودلالات 1،2 مليون قطعة من جلود الضأن المتوفرة أيام عيد الاضحى 15 مليون دينار قيمة هذه الجلود بعد التثمين ولا تتجاوز قيمتها قبل التثمين 3مليون دينار 10 % فقط من جلود الاضاحي يتم تثمينها