(الشروق) مكتب صفاقس أكّد الناطق باسم محاكم صفاقس القاضي مراد التركي ل " الشروق " ان الأبحاث المتعلقة بحادثة غرق مركب هجرة سرية بسواحل اللواتة من ولاية صفاقس كشفت أن المركب هوى في عمق البحر بسبب تسرب كميات كبيرة من المياه. وأضاف المتحدث ان "الحارقين" حاولوا في البداية إفراغ حاويات المحروقات الموجودة على متن المركب لكنه غرق في النهاية ليلقوا بأنفسهم في عرض البحر في محاولة منهم للنجاة من الغرق. وعن الحروق التي أصابت بعض "الحراقة" قال إنها كانت بفعل كميات البنزين التي كانت على ظهر السفينة والحرارة المرتفعة مؤكدا ان الناجين والغرقى لم يستعملوا قوارير حارقة كما تم تداوله ببعض مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف المتحدث باسم محاكم صفاقس أن منظم الرحلة أجنبي ومن غير المستبعد ان يكون قد لقي حتفه في هذه الفاجعة، مضيفا ان اغلب الحارقين من دول افريقية وقد تم إنقاذ عدد منهم من قبل 4 تونسيين كانوا بدورهم بصدد اجتياز الحدود البحرية خلسة على متن مركب ثان الى حين وصول وحدات الحرس البحري التي تولّت نقلهم إلى اليابسة وإسعافهم. ومن المعلوم ان هذه الفاجعة التي نشرنا تفاصيلها في اعداد سابقة ، سجلتها منطقة اللواتة بصفاقس وقد أودت بحياة أب – ربان - وابنه وابن شقيقه وتونسي رابع مع 5 أفارقة من ضمن 19 حارقا. وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت بلاغا قالت فيه " تمكّنت وحدات الحرس البحري لمنطقة صفاقس التابعة للإقليم البحري بالوسط بتاريخ 17 أوت 2018 على الساعة 02.30 أثناء قيامها بتمشيط للسواحل مرجع النظر من إنقاذ 14 مجتازا للحدود البحرية خلسة على سواحل لواتة (04 تونسيين و10 من جنسيات إفريقية: 02 من الكونغو و08 من الكوت ديفوار) وإنتشال جثة ذات بشرة سمراء بعد تعمد مجموعة المجتازين إلقاء الزجاجات الحارقة على مركب دورية الحرس الوطني كما قاموا بحرق جزء من الزورق الذي كانوا على متنه بعد سكب كمية من البنزين عليه. وقد تمّ تعزيز الدورية بوحدات الغطس من الحرس البحري والحماية المدنية والجيش الوطني للبحث عن جثث محتملة. وتم توجيه أحد المجتازين إلى مستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس بعد إصابته بحروق لإسعافه ومن ثمة إلى مستشفى الحروق البليغة ببنعروس. وكان عدد من أهالي الغرقى قد طالبوا بالكشف عن الحقيقة كاملة في هذه الحادثة مع التسريع بإجراءات الدفن ، وقد أغلقوا أول أمس الطريق الرابط بين صفاقس والمهدية على مستوى معتمدية العامرة كما أغلقوا طريق السلطنية قبل أن تتولى الجهات المعنية تفريقهم.