يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترومب مخاطر متزايدة بإمكانية عزله قبل انتهاء فترته الرئاسية بعد إدانة مدير حملته الانتخابية السابق بول مانافورت بالاحتيال، واعتراف محاميه الشخصي السابق مايكل كوهين بخرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية. كما ان الاعلام الامريكي يركز خلال هذه الفترة على سيناريوهات ما بعد عزل الرئيس. واشنطن (وكالات) يبدو الرئيس الأمريكي دونالد ترومب معزولا أكثر فأكثر بعد تخلي محاميه السابق مايكل كوهن عنه وتعاونه مع فريق المحققين الفيدراليين. عزلة الرئيس ترومب تتجلى في الملاحقة القضائية للمقربين منه، ومن ضمنهم بول مانافورت مدير حملته الانتخابية السابق وانتقادات حادة توجهها إليه الصحافة الأمريكية. لكن ترومب لجأ لسلاحه المفضل فشن "حربا كلامية" ضد أعدائه السياسيين ووسائل الإعلام، ليدافع عن منصبه بدعوى المصلحة العامة و"عافية" الاقتصاد الأمريكي. اعتبر الرئيس الأمريكي أن الحفاظ على نشاط الأسواق المالية في الولاياتالمتحدة رهين ببقائه في السلطة. وصرح خلال لقاء تلفزيوني مع قناة "فوكس نيوز" الخميس "أقول لكم إنه في حال تم عزلي، أعتقد أن الأسواق ستنهار. أعتقد أن الجميع سيصبحون فقراء جدا". واكدت تقارير امريكية ان تصريحات يراهن من خلالها الرئيس على صرف الانتباه عن المتاعب السياسية المترتبة عن التحقيق حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 وتورط مقربين منه في قضايا فساد. وبحسب الدستور الأمريكي، فإنه يمكن للكونغرس عزل الرئيس أو نائبه أو القضاة الفيدراليين فى حال «الخيانة، الفساد، أو جرائم أخرى وجنح كبرى»، وتتضمن الإجراءات مرحلتين، حيث يصوت مجلس النواب فى البدء بالأغلبية البسيطة على مواد الاتهام التى تفصل الأفعال المنسوبة إلى الرئيس: وهو ما يسمى «العزل» وفى حال توجيه التهمة، يتولى مجلس الشيوخ محاكمة الرئيس. تم استخدام حق "العزل" بالدستور الأمريكي 3 مرات فقط، أولهم، حينما قرر مجلس النواب عزل الرئيس أندرو جونسون، إبان الحرب الأهلية عام 1868 ، بعدما أطاح جونسون بوزير الحرب الجمهورى إدوين ستانتون دون موافقة من الكونجرس، وهو ما تم اعتباره انتهاكا للقانون الفيدرالى. الرئيس الثانى الذى تم عزله هو ريتشاد نيكسون، عقب الفضيحة الشهيرة فى سبعينيات القرن الماضى المعروفة بفضيحة "ووتر جيت" ، التى تورط فيها نيكسون بالتجسس على أعضاء الحزب الديمقراطي، الأمر الذى أغضب دوائر صنع القرار الأمريكي، وبدأ الحديث عن عزله خاصة بعد عزل نيكسون المحقق الذي يتولى القضية، فاضطر إلى تقديم استقالته. الرئيس الثالث هو بيل كلينتون، عام 1998، بسبب فضيحة إقامة علاقة غير شرعية مع مونيكا لوينسكى، وتم استخدام إجراءات العزل ضده، عقب كذبه على هيئة المحكمة، وصوت مجلس النواب لصالح عزل كلينتون، لكن الديمقراطيين نجحوا فى تبرئته فى مجلس الشيوخ، فيما بعد. ويواجه ترومب عدة دعاو قضائية قد تحسم نتائجها منصبه، منها الدعوى القضائية التي رفعتها نجمة الأفلام الإباحية «ستورمي دانيلز» ضده، وتتهمه بإقامة علاقة غير شرعية معها، ودعوى ثانية رفعتها نجمة تليفزيون الواقع «سمر زرفوس» بتهمة بالتحرش والتشهير.