يَعيش دونالد ترامب واحداً من أسوء أيامه, في رئاسة الولاياتالمتحدة بعد التطورات القضائية الأخيرة, حيث برزت تطورات جديدة في ملف المدير السابق لحملته في رئاسيات 2016, بول مانافورت, ومحاميه السابق, مايكل كوهين. المُحامي الشخصي السّابق للرئيس ترامب, شهد بأن الأخير أصدر تعليمات له بارتكاب جريمة بترتيب مدفوعات قبل انتخابات الرئاسة, لشراء صمت امرأتين تزعمان أنهما أقامتا علاقات جنسية مع ترامب. واعترف كوهين بأنه دفع مبلغي 130 و150 ألف دولار للإمرأتين مقابل التزامهما الصمت, مؤكداً أن ذلك تم بطلب من ترامب، وكان الهدف تفادي انتشار معلومات كانت ستسيء إليه. في المُقابل ردّ ترامب في تغريداته على موقع تويتر أن كوهين اختلق قصصا خيالية وقد وقع صفقة للإطاحة به مقابل الخروج بأخف الأضرار. اذن فالتهمة الموجّهة الى ترامب من قبل الرأي العام قبل تحرك الكونغرس للتحقيق معه, هي انتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية في الولاياتالمتحدة. وينُصّ الدستور الأميركي على عزل الرئيس أو نائبه أو كبار موظفي الدولة بعد محاكمتهم وإدانتهم بتهم الرشوة أو الخيانة أو جنح وجنايات كبرى أخرى. وتبدأ عملية المساءلة من مجلس النواب الأميركي, إذ يمكن لأعضائه أن يتقدموا بمشاريع قرارات لمساءلة الرئيس, ويمكن للمجلس أن يبدأ الإجراءات بالموافقة على قرار بالتفويض بإجراء تحقيق. لم يَسبق أن أدين أي رئيس أميركي, وكان الرئيس الديمقراطي آندرو جونسون أول رئيس يُساءل عام 1868 إلا أنه برئ بأغلبية صوت واحد فقط بعد مساءلته برلمانيا في مجلس الشيوخ. أما الرئيس الثاني الذي أوصت اللجنة القضائية بإحالته للمحاكمة فكان الجمهوري ريتشارد نيكسون في فيفري 1974 بسبب فضيحة وووتر غيت. لكن نيكسون فضل الاستقالة في العام نفسه بدل مواجهة المحاكمة والإدانة والعزل, وهي أمور كانت شبه حتمية بعد انقلاب المشرعين الجمهوريين عليه. خَليط متفجّر من فضائح المال والجنس والسياسة أحاطت صعود دونالد ترامب لرئاسة الولاياتالمتحدة, شخصية غريبة الأطوار, يهاجم كل من خالف مزاجه. وقد تحدثت عن شخصية ترامب الغريبة, أوماروسا مانيغولت نيومان, المساعدة السابقة في البيت الأبيض, في كتابها الجديد "المعتوه", حيث كشفت فيه عن ما لا يعرفه العالم عن رئيس واشنطن وخفايا البيت الأبيض. هذا ولم يكفّ ترامب عن التهديد والوعيد فقد صرّح بأن أسواق المال ستنهار في حال الشروع في إجراءات عزله من منصبه, وذلك بعد يومين من اعتراف مايكل كوهين المحامي السابق له. مَع ذلك, فإذا احتفظ الجمهوريّون بمجلس البرلمان في انتخابات نوفمبر, فلن يكون هناك أي مساءلة, أما "إذا أصبح مجلس النواب في يد الديمقراطيين, فإنهم سيبدؤون إجراءات العزل،,بصرف النّظر عما إذا كان لديهم أدلة على ارتكاب ترامب جرائم خطيرة.