في احدى ليالي صيف 1924 شهد أحد مسارح الاسكندرية حفلا فنيا بإمضاء الفنان الشاب محمد عبد الوهاب في تلك السنة حفل حضره العديد من رجال الدولة المصرية ومشاهير الأدب والفكر والثقافة من ضمنهم الشاعر الكبير أحمد شوقي. هذا الأخير طلب بعد نهاية الحفل اللقاء بالشاب محمد عبد الوهاب كان لقاء إبداعيا متميزا بإعلان أحمد شوقي تبنى صوت محمد عبد الوهاب... وتعتبر السبع سنوات التي قضاها محمد عبد الوهاب من أهم مراحل حياته، حيث اعتبر أحمد شوقي مثله الأعلى والأب الروحي الذي علمه الكثير من الأشياء فكان أحمد شوقي يتدخل في تفاصيل حياة محمد عبد الوهاب وعلمه طريقة الكلام وكيفية الأكل والشراب وأحضر له مدرسا لتعليمه اللغة الفرنسية لغة الطبقات الراقية. بدأ نجم محمد عبد الوهاب يبرز بشكل ملفت حيث قدمه أحمد شوقي في كافة الحفلات التي كان يذهب إليها وقدمه إلى رجال الأدب والصحافة كطه حسين وإبراهيم المازني وعباس محمود العقاد وكذلك رجال السياسة مثل أحمد ماهر باشا وسعد زغلول ومحمود فهمي القراشي، إلا أن ذلك لم يمنع الآخرين من مهاجمته وخاصة من المطربين الذين تخوفوا من شهرته مثل منيرة المهدية التي طردته من أوبيرات كليوباترا ومارك أنطوان وهاجمه أيضا العقاد والمازني (كان العقاد والمازني قد أصدرا كتاب الديوان هاجما فيه أحمد شوقي). وما يمكن التأكيد عليه أن العلاقة بين محمد عبد الوهاب وأحمد شوقي ذكرها عبد الوهاب كثيرا في أحاديثه وكان دائما يعترف بفضل أحمد شوقي عليه. عديدة هي الأغاني التي كتبها أحمد شوقي لمحمد عبد الوهاب ومنها: ردت الروح يا جارة الوادي سجى اللي علموه كيف يجفو مجنون ليلى جبل التوباد الليل نجاشي دمشق مضناك جفاه مرقده يا شراعا وراء دجلة السودان في الليل لما خلى بلبل حَيْران قلبي غدر بي شبكني قلبي... وغيرها من الأغاني الخالدة في المدونة الغنائية العربية.