تونس الصباح: قال عنه زكي طليمات هو الصوت «الرجل» وقال عنه الشاعر أحمد رامي: هذه روحي أنا تصغي اليك وفؤادي خافق بين يديك واسمع تطريب نفسي واتخذ قلبي ريشة في اصبعيك».. وقال عنه عبد الحليم حافظ: انه صوت الهموم الفنية.. هو المطرب الخالد محمد عبد الوهاب الذي تمر اليوم سبعة عشرة سنة على رحيله الى دار الخلد.. ** مطرب الأجيال.. فنان الملوك والسلاطين.. كروان الشرق.. أمير الطرب.. بتهوفن الشرق.. موسيقار الجيلين.. زعيم المجددين.. صاحب الاسطوانة البلاتينية.. الدكتور محمد عبد الوهاب.. كلها القاب حملها محمد عبد الوهاب على امتداد حياته الزاخرة بالعطاء والابداع الفني الخالد.. زعيم الحداثة في الموسيقى ان محمد عبد الوهاب الذي نحيي اليوم الذكرى 17 لرحيله.. كان وسيبقى على مر التاريخ احد المجددين في الموسيقى العربية.. فكان ان انطلق من مدرسة سيد درويش ليبدع الجمال الفني الجديد الذي يلبي احتياجات وتطلعات النفس والروح النازعة الى تحديث الحياة.. لقد كان ذكاء محمد عبد الوهاب واحساسه المرهف بالموسيقى وبالجمهور هو جوهر معادلة التحديث. وقد وصف توفيق الحكيم عملية التحديث في الموسيقى التي ابدعها محمد عبد الوهاب بقوله «مثل الابداع الادبي» الذي زاوج بين التراث وبين التجويد.. صنع عبد الوهاب في الموسيقى والغناء نفس الشيء» وقال محمد عبد الوهاب: «انه طه حسين كان يميلالى فني لأني أطور الالحان العربية بلمسات من اللون الأوروبي في الموسيقى». ملحن القصائد قبل محمد عبد الوهاب لم يكن الشعر الفصيح مما يقبل عليه الملحن والمطرب.. فكان محمد عبد الوهاب الرائد في ان يجعل الشعر الفصيح في جمال موسيقاه وجمال صوته يحفظ المتلقي البسيط ويردده بكل حب وانتشاء وصفاء روحي. بهذه الروح المتجددة في ابداعات محمد عبد الوهاب ردّد الناس اشعار احمد شوقي (يا جارة الوادي وسلام من صا بردي ارق) وشعر ابراهيم ناجي (اي سر فيك) واشعار علي محمود طه (الجندول) ومحمود حسن اسماعيل (دعاء الشرق) وبشارة الخوري (الصبا والجمال وجفنه علم الغزل) وايليا ابو ماضي (لست ادري) وكامل الشناوي (لا تكذبي).. دون أن ننسى في هذا المجال اشعار العامية الرفيعة والراقية: احمد رامي (ضحيت غرامي) (الشك يحيى الغرام) احمد شوقي (في الليل لما خلى وبلبل حيران) والسفير أحمد عبد المجيد (كلنا نحب القمر ومين عذبك) وأحمد عزت الهجين (امانة يا ليل) وسعيد عبده (أهون عليك) ومحمود وابو الوفاء (عندما يأتي المساء) وعلي شوقي (سهرت منه الليالي). ** لقد عاش محمد عبد الوهاب حياته مؤمنا بذوق وميولات الجمهور وكان يقول ان الغناء الراقي تبنيه الكلمات الراقية والموسيقى الراقية والاداء الراقي والجمهور طرف رابع في ترقية الفن. مطرب الوطن غنى محمد عبد الوهاب للوطن العربي.. ولمصر بدرجة اولى: «حب الوطن فرض» وغنى للعلم (مين زيّك عندي وايها الخفاق).. وغنى لفلسطين (اخي جاوز الظالمون).. والقائمة طويلة في هذا المجال). تراث زاخر بروعة الجمال أنشأه الفنان المبدع على مدى مسيرته الخالدة. هذا هو محمد عبد الوهاب الذي سنبقى نردد ألحانه واغانيه بكل حب ونشوة وصفاء.