اقترب موعد معركة الحسم في محافظة ادلب السورية لتخليصها من رجس الارهاب ومن جحافل الجماعات الارهابية التي تكدّست فيها منذ بداية الأزمة... وخاصة بعد تتالي الانتصارات المدوية للجيش العربي السوري وقبول آلاف الارهابيين التسويات مع السلطة السورية والتوجه مع عائلاتهم الى هذه المحافظة... مع اقتراب هذا الموعد ومع تصميم دمشق وحلفائها على اللجوء الى الخيار العسكري مع كل من يرفض التسوية بإلقاء السلاح والقبول بالمصالحات يظهر المثلث المتكون من امريكا وبريطانيا وفرنسا معارضته الشديدة لهذا التوجه السوري ويصل به الامر حدّ التهديد بتوجيه ضربات عسكرية للجيش السوري بذريعة لجوء سوريا الى توجيه ضربات بأسلحة كيمياوية للارهابيين. سيناريو التحجج ب«ضربات كيمياوية مزعومة» تصيب المدنيين بهدف تبرير العدوان على الجيش السوري ومحاولة التأثير في موازين القوى وفي مآلات الحرب في سوريا عموما ليس جديدا. فمع كل انتصار مدوّ يحققه الجيش العربي السوري على الميدان تظهر هذه المسرحية الهابطة على سطح الأحداث، و«يتطوع» التحالف الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي بتوجيه ضربات للجيش السوري للتشويش على انتصاراته ومنع السلطات السورية من تجيير الاختراقات الميدانية سياسيا. ليس هذا فقط، بل أن سيناريو العدوان على سوريا والتهديد به لا يلحق الانتصارات السورية فقط... بل يسبقها في أحيان كثيرة. مثلما يحدث الآن قبيل الهجوم على إرهابيي إدلب وذلك في محاولة مكشوفة للتغطية على الإرهابيين ومنع احتراق هذه الورقة في انتظار فصول ومآلات الحل السياسي. والذريعة دوما حماية المدنيين من ضربة مزعومة بالكيمياوي... وكأنما كان مثلث اعداء سورياواشنطن وباريس ولندن شريكا للقيادة العسكرية السورية في مخططاتها لتخليص آخر المحافظات السورية من دنس ورجس الارهابيين أو شريكا في نواياها... هذا المثلث لم يتورع، ككل مرة عن اللجوء الى عصابات «الخوذ البيضاء» لتمثيل مسرحية الضربة الكيمياوية وتوفير المبرّر والغطاء لاطلاق آلة العدوان ضد سوريا. وقد رصدت المخابرات الروسية كل تفاصيل المخطط الذي يجري التحضير له بما في ذلك العناصر البشرية والمادية لتنفيذ المسرحية علاوة على مكان تنفيذها. لكن هذه المسرحية المكشوفة والهابطة لن تكفي لحماية عصابات الارهاب. وقد أبدت دمشق والجيش العربي السوري ما يكفي من التصميم على استكمال التحرير والنصر بتخليص ادلب من الارهاب والارهابيين. كما كشّر الدب الروسي عن أنيابه وعبّر عن ارادته المصممة على استئصال نبتة الارهاب الخبيثة من المحافظة وانجز مناورات بحرية شاملة ارسلت ما يكفي من الاشارات والرسائل الى الجهة الاخرى... وهو ما يشي بأن الحلف الثلاثي الامريكي الفرنسي البريطاني يلعب بالنار هذه المرة ويدفع بالأمور فعلا الى حافة الهاوية بما يجعل خطر مواجهة كبرى مع روسيا أمرا واردا في سوريا مع ما يمثله ذلك من تهديد للسلم والامن الدوليين... وهو ما لن يتسنى تفاديه إلا باقتناع الحلف الثلاثي بضرورة رفع اليد عن الجماعات الارهابية التابعة للنصرة وداعش بالخصوص والاقتناع بأن سوريا التي دفعت كل تلك التضحيات لن تقف على مرمى حجر من تحقيق النصر الكامل والمؤزر الذي يحصّن البلاد ويستأصل نبتة الارهاب الخبيثة من تلك الارض الطيبة. عبدالحميد الرياحي