ما المقصود بموسم الموسيقى التونسية؟ في البداية لا بد من التأكيد أن فكرة موسم الموسيقى التونسية تعود إلى الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية وبناء على مقترح كنا عرضناه على سيادته لإعادة الحياة إلى مهرجان الأغنية التونسية لاعتبارات فنية عديدة وسعيا ومحاولة في تعديل المشهد الموسيقي الذي يعيش فوضى كبيرة على امتداد السنوات الأخيرة فجاءت مبادرة وفكرة الوزير بتطوير هذا المقترح ليصبح مشروعا فنيا متكاملا يمتد على كامل الموسم الثقافي. موسم الموسيقى التونسية ما هي رؤيته وأهدافه؟ موسم الموسيقى التونسية عبارة عن مشروع فني كبير يتفرع إلى عدة محاور حيث كانت الانطلاقة بتكوين لجنة تفكير ضمت عبد الرحمان العيادي وعزالدين الباجي والناصر صمود والإعلامي الهادي السنوسي وخالد عازق مدير الدراسات والعمل الثقافي بوزارة الثقافة وخلصت هذه اللجنة إلى مشروع موسيقي طويل المدى يتفرع إلى عدة محاور كما سبقت الإشارة إلى ذلك. المحور الأول يهتم بالعروض الموسيقية التي نثمن من خلالها المدونة الموسيقية التونسية من خلال نفض الغبار وإعادة الحياة للإنتاجات الموسيقية التي برزت بشكل لافت في فترة السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وتكريم أصحابها وتمكينها من فرحة اللقاء بالجيل الشبابي الجديد للتعرف واكتشاف خصوصيات هذا المنتوج الغنائي التونسي. المحور الثاني يهتم بتكريم الأجيال السابقة ا لتي قدمت أفضل ما عندها من أشعار وألحان وأغنيات أثرت المكتبة التونسية بعديد الأعمال وفي هذا التكريم إعادة الاعتبار لهذه الأجيال التي مازالت على قيد الحياة. المحور الثالث يهتم بالمسابقة بين الفرق الموسيقية الجهوية التي تعنى بالتراث والموسيقى التقليدية التونسية وإيلائها الأهمية القصوى وتحفيزها على المواصلة في هذا النهج من خلال الاهتمام بها ولذلك تقرّر تقديم مسابقة وطنية بين هذه الفرق التي تضمّ العديد من شبابنا والحفاظ على هذا المخزون التراثي الموسيقي وترغيب الشباب في مزيد الاهتمام والاعتناء به. كما يفتح موسم الموسيقى التونسية الباب للشباب للكشف عن مواهبهم في الغناء والعزف وفي هذا الإطار تتجه النية إلى بعث منتخب جهوي للموسيقيين الشبان من مختلف جهات البلاد وتقديم عرض خاص بهم بمسرح الجهات بمدينة الثقافة. وموسم الموسيقى التونسية سيكون جامعا وشاملا ومنفتحا على كل الموسيقيين في كامل تراب الوطن من خلال القيام بزيارات تكريمية لرموز الأغنية التونسية كعزالدين إيدير وكمال رؤوف النقاطي والسيدة نعمة للاحتفاء بهم وتكريمهم ماديا ومعنويا. ولن يغفل موسم الموسيقى التونسية الجانب الفكري من خلال تنظيم ندوات فكرية ومسامرات تناقش وتدرس واقع الأغنية التونسية وعلاقة الأغنية بالإعلام وإشكالية الترويج والتوزيع وشكل ومضمون الأغنية ومثل هذه الندوات الفكرية ستعمم على كامل مناطق البلاد. ويهتم موسم الأغنية التونسية بالشعر الغنائي من خلال تنظيم أمسيات للشعر الغنائي في كامل أنحاء البلاد بالتنسيق مع المندوبيات الجهوية للثقافة والجمعيات الثقافية بها إلى جانب تنظيم ورشات فنية في إطار مدن الفنون وستكون دور الثقافة الحاضنة لهذه الورشات. ولذوي الاحتياجات الخصوصية حضور فاعل في الموسم من خلال فسح المجال لهم لتقديم مواهبهم في المجالات الفنية دون أن ننسى المسامرات واللقاءات الفنية مع رموز الأغنية التونسية إلى جانب تنظيم مسابقة وطنية في الإنتاج الموسيقي تحت اسم «ليالي الأغنية التونسية» تحفيزا للإنتاج الجيد طبقا لمواصفات سيعلن عنها لاحقا إلى جانب تكريم جيل الثمانينات من الإعلاميين الذين واكبوا وتابعوا بالنقد والمتابعة ما يعرف بالعصر الذهبي للأغنية التونسية إلى جانب العمل على إعادة الاعتبار للمجموعات الصوتية. هل سيصبح موسم الموسيقى التونسية حتما موعدا سنويا؟ بالفعل على اعتبار أنه ينطلق مع مفتتح الموسم الثقافي ويتواصل على امتداد عام كامل والدورة الأولى تعد استثنائية على اعتبار أنها انطلقت يوم 27 جويلية الماضي... ديدننا في ذلك خدمة الأغنية الوطنية وتوثيق العلاقة بين مختلف الأجيال الموسيقية. في زحمة هذا المشروع أين عزالدين الباجي المنتج والملحن؟ عزالدين الباجي منخرط كليا في هذا المشروع الوطني الرائد مسيرا ومنفذا ومنتجا وملحنا ومؤلفا وهناك في هذا الإطار بعض العروض التي ستقدم فيها بعض إنتاجاتي الخاصة. إني متفائل بهذا المشروع وتراني عبر الشروق أوجه دعوة إلى كل الفنانين لدعمه ومساندته فهو منهم وإليهم.