قال الموسيقي عزالدين الباجي انه نظرا للوضع الذي وصلت إليه الأغنية في تونس وبعد قراءة المشهد الموسيقي العام بالبلاد والذي اختلط فيه الحابل بالنّابل وأمام شبه استقالة العديد من المبدعين الذين أثروا المكتبة الغنائية بأعمالهم والذين أيضا شعروا بالإحباط بسبب الوضع المتردّي الذي ساهم في تكريسه الإعلام المرئي والمسموع ،فكّر بوصفه رئيس جمعيّة ترانيم الثّقافيّة في طريقة لحلحلة الوضع وطرح موضوع الأغنية على طاولة النّقاش من خلال الندوة التي نظمها مؤخرا وحضرها وزير الشؤون الثقافية الذي أشاد بمثل هذه المبادرات وعبر على دعمه لكل النوايا الصادقة لخدمة الاغنية التونسية على حد تعبيره. وأوضح الباجي انه قد سبق أن تقدّم بمشروع كامل إلى محمد زين العابدين وزير الشّؤون الثّقافيّة يتمثّل في إعادة الحياة إلى مهرجان الأغنية ، هذا المهرجان الذي كان علامة مضيئة في الساحة الفنية وما يحدثه من حركيّة مما جعله بمثابة عرس الأغنية التّونسيّة ،وقد تبنى الوزير المشروع وسيعود مهرجان الأغنية الى سالف نشاطه حسب قوله. وتابع الباجي قائلا " مع ذلك فكّرت في عقد ندوة فكريَّة إحتضنتها جمعية ترانيم الثّقافيّة التي أرأسها ، وذلك لطرح الإشكالات وإيجاد الحلول ، وليكون هذا المجهود في إطار تشاركي حتى يدلي كلّ مهتمّ بهذا الشَّأْن برأيه ، كما فتحنا باب النّقاش عبر الفايسبوك بوك والبريد الإلكتروني ، وقد حضرت أسماء فنية محترمة لهذه الندوة على غرار الأستاذ القيدوم عز الدين العيّاشي وفتحي زغندة وَعَبَد الرحمان العيادي وشكري بوزيّان والناصر صمّود والدكتور لسعد قريعة والمطربة نورة أمين والشاعر الحبيب محنوش وحسن محنوش وقاسم عبد القادر ، اضافة الى السيّد الهادي الموحلي رئيس المعهد الرّشيدي والأستاذ عبد الكريم صحابو ... كذلك لم أكتف بمن حضروا مباشرة فقد تمّ التّواصل مع محمد صالح الحركاتي الموجود بكندا وقمت كذلك بجلسات جانبية مع بعض الذين لم يتمكّنوا من الحضور المباشر مثل سمير العقربي وَعَبَد الحكيم بلقايد والشاذلي الحاجي والشاعر أحمد الزاوية مع حفظ الألقاب". وشدد محدثنا على انه قام بكل هذه التحركات لتشريك أكبر قدر ممكن من الفاعلين والمؤثّرين في السّاحة الفنيّة ليكون الجميع على علم واطّلاع بأشغال الندوة وتوصياتها ، التي شارك فيها بعض الإعلاميين مثل الصحافي الهادي السّنوسي الذي قدّم مداخلة بعنوان ( الأغنية التّونسيّة والإعلام) كذلك مداخلة الأستاذ فتحي زغندة وعدة مداخلات أخرى شخّصت الواقع واقترحت بعض الحلول. وأشار الباجي انه كان لكلمة الإفتتاح التي تقدم بها وزير الشّؤون الثّقافيّة الوقع الإيجابي على الجميع ، وكذلك إعلانه من منبر النّدوة عن بعث "بيت الطّبوع التّونسيّة " التي ستحتضنها المدينة الثّقافيّة ،وكذلك ردّ الإعتبار لمن خدموا الأغنية التّونسيّة وإعطاءهم المكانة التي تليق بهم دون إقصاء وتهميش لأيّ كان مع تشريك الشّباب . واستطرد الباجي قائلا " الوزير ثمّن رمزيّة اختيار الجمعية لمكان النّدوة بدار الثقافة ابن زيدون بالعمران بما يعبّر عن ثقافة القرب والدخول بالثّقافة إلى المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية ، كذلك اتفّاقية الشّراكة التي تمّ إمضاءها بإشرافه بين الجمعية ودار الثقافة ابن زيدون والتي بمقتضاها ستكون هناك برامج موسيقية تستقطب شباب هذه المنطقة بما يحمله هذا المشروع من أبعاد إنسانية وفكريّة وتنمية للذّوق ، كما عبّر أيضا عن ابتهاجه بهذه الندوة التي تأتي من تنظيم جمعية ثقافية وشدّد على دور المثَقّف في المبادرة ودور الوزارة في الرّعاية والدّعم ." وذكر الباجي انه قد حضر أشغال الندوة عدد من المطربين والمطربات والشعراء والملحنين ومتعهدي الحفلات وبعض الجمعيات الثّقافيّة والصحافيين وحتّى من أصحاب المواقع على الفايسبوك ، ونذكر من ضمن الحضور الأساتذة عز الدين العيّاشي ،عبد الرحمان العيادي الناصر صمّود ،شكري بوزيّان، نورة أمين، الدكتور لسعد قريعة ،الدكتورة أحلام حباشي ،الشاعرة ألفة لعبيدي ،صالحة الماكني ،الشاعر الحبيب محنوش ،حسن محنوش ،رضا الصيعي ،قاسم عبد القادر ،َعَبَد السلام النقاطي والبشير فرح ... وأفاد الباجي ان كلّ ذلك من أجل تشريك أكبر قدر ممكن لإبداء آراءهم وتصوّراتهم والتي جاءت كلّها منسجمة مع ما توصُّلت إليه الندوة من توصيات عديدة ، والإجماع على أهميّة عودة مهرجان الأغنية لتعديل المشهد الموسيقي في تونس ، كذلك عدة توصيات ذات علاقة بالإعلام المرئي والمسموع ، وحقوق المؤلّف ، والموقف من إدارة الموسيقي بالوزارة ، وأيام قرطاج الموسيقيّة ،اضافة الى الفرق المرجعية والتي لم يعد لها دور يذكر إلى غيرها من المسائل التي يعد بكشفها بعد الإنتهاء من صياغة التقرير الذي سيقدّمه إلى محمد زين العابدين وزير الشّؤون الثّقافيّة حسب قوله.