جغرافيا تفصلنا عن الخطر الارهابي بضعة كيلومترات جنوبا وغربا واستراتيجيا ينقصنا الكثير كي ننجو. نواجه في هذه الحرب عدوا ليس بضعيف ولنا عنده ألف حق وحق فبأي سلاح نخوض حربنا ضده؟ في هذه الحرب، حربنا على الارهاب التي لم ننته منها بعد رغم كل الانتصارات، كان لنا عند كل حادثة فيلم مشوق على حاله. لكن الفيلم الاكثر رعبا بالنسبة للكثير من الخبراء المتخصصين في مجال الجماعات الارهابية هي وفرة القابلين للتحول الى ارهابيين في اية لحظة. هؤلاء هم الخزان المتبقّي لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المسماة اختصارا ب"داعش" والذي تتمركز كتيبته في جبال المغيلة بسيدي بوزيد وهؤلاء ايضا هم خزّان التنظيم الام، تنظيم القاعدة المتمركز في الحدود الغربية الجزائرية-التونسية في جبال القصرين وجندوبة. وحتى لا يكون غضبنا مناسباتيا طرحنا السؤال حول حقيقة التحديات التي يواجهها امننا الوطني بعد ان جدد التنظيمان عملياتهما في تونس والجزائر وليبيا خلال هذه الصائفة. كل عملية إرهابية مرت بها البلاد اننا عازمون على مقاومة الإرهاب بالفنون لكننا لم نر أي انتاجات فنية تكافح الظاهرة الإرهابية ولم نر أي استراتيجية إعلامية لمكافحة التشدد وحدها المؤسسة الأمنية والعسكرية في صدارة المقاومة. فهل تكفي يد واحدة في الحرب لتحقيق الانتصار؟