يُعتبر السفرجل، الذي يحمل الاسم العلميّ (باللاتينيّة: Cydonia oblongata)، فاكهةً مأكولةً ومُستخدمة لأغراض علاجيّة. يعود أصل السّفرجل إلى وسط وجنوب غرب آسيا، ولكنّها انتشرت بعدها إلى أوروبا، وبشكل خاصّ في منطقة حوض البحر الأبيض المُتوسّط، تنمو شجرة السّفرجل حتى ارتفاع 3 إلى 6 أمتار، وتحمل ثمارها العديد من المواد الفعّالة التي تشمل مُركّب الأميجدالين (بالإنجليزيّة: Amygdalin)، ومواد هُلاميّة (بالإنجليزيّة: Mucilages)، ومُركبّات التّانين (بالإنجليزيّة: Tannins)، والفيتامين ج، بالإضافة إلى بعض الأحماض الدُهنيّة، وتُستعمَل فاكهة السّفرجل من قِبَل الكثيرين في العديد من الأغراض العلاجيّة، وقد كان الأطبّاء الفُرس يَنصحون المرضى الذين يُعانون من الصّداع المُزمن المُتكرّر بتناول السّفرجل قبل الإفطار بسبب ما يحمله من تأثيرات وقائيّة، كما تُستخدم فاكهة السّفرجل كطعام، وفي تحضير المُربَيّات، وبعض أنواع الحلوى. يهدف هذا المقال إلى توضيح الفوائد الغذائيّة والصحيّة للسّفرجل. فوائد السفرجل يَمنح السّفرجل العديد من العناصر الغذائيّة الهامّة، ولكن بالإضافة إلى ذلك فهو قد يمنح العديد من الفوائد الصحيّة الأخرى، وتشمل هذه الفوائد كلّاً ممّا يأتي: تخفيف حالات الاضطرابات الهضميّة، لتأثيراته المُضادّة للتقرّحات. المُساهمة في تخفيف حالات الإسهال. قد يلعب السّفرجل دوراً في حالات الكحّة. يُمكن أن يُساهم السّفرجل في حالات التهاب وانتفاخ المعدة والأمعاء. وجدت الدّراسات التي أُجرِيت على حيوانات التّجارب أنّ تناول السّفرجل الصينيّ أو المُركبات الفينوليّة المُستخلَصة من السّفرجل يرفع من مُستوى مُضادّات الأكسدة في الدّم. وُجد أنّ تناول المُركّبات الفينوليّة المُستخلَصة من السّفرجل التونسيّ يُساهم في خفض الحالة الالتهابيّة في الجسم، والتي ترتبط بالعديد من الأمراض المُزمنة، مثل مرض السُكريّ ومُضاعفاته، والتهاب المفاصل الروماتويديّ، وداء الأمعاء الالتهابيّ (بالإنجليزيّة: Inflammatory bowel diseases)، وتصلّب الشّرايين، والسّرطان، وبالتّالي فإنّ الحِمية الغنيّة بالسّفرجل قد تُساهم في منع هذه الأمراض المُرتبطة بالالتهاب المُزمن أو في علاجها. وُجد في الدّراسات التي أُجريت على حيوانات التّجارب أنّ السّفرجل يُساهم في منع التّفاعلات التحسسيّة. وجدت إحدى الدّراسات في قشور السّفرجل مُركّبات تمتلك تأثيرات تمنع تكاثر الخلايا السرطانيّة، ولكن لم تجد دراسة أُخرى تأثيراً لقشور السّفرجل ولبّه ضدّ خلايا سرطان الكِلى والقولون، في حين وُجِدَ لمُستخلصات أوراقه قُدرة على كبح نموّ خلايا سرطان القولون دوناً عن خلايا سرطان الكِلى. وُجد لمُستخلصات بذور السّفرجل تأثيرات مُضادّة لنموّ خلايا سرطان الكِلى، في حين لم يُوجد لها تأثير ضدّ خلايا سرطان القولون. قامت إحدى الدّراسات بمُقارنة أوراق السّفرجل بالشّاي الأخضر في تأثير مُقاومة الأكسدة، وقد وُجد أنّ أوراق السّفرجل تمتلك تأثيرات مُشابهة للشّاي الأخضر في وقاية خلايا الدّم الحمراء من الأكسدة، كما أنّها تمتلك تأثيرات أُخرى مُضادّة للأكسدة، ومُحاربة للجذور الحُرّة تجعل منه مُناسباً للوقاية من الأمراض المُرتبطة بالأكسدة والجذور الحُرّة. يُمكن أن يُساهم استخدام مَرهم مُحضّر من ثمار السّفرجل في حالات الجروح الجلديّة، وآلام والتهابات المفاصل وانتفاخها، وفي بعض آلام العيون، كما أنّه يُستخدَم في علاج تشقّقات الحَلَمة وجروحها، وفي حالات جروح الأصابع العميقة. وُجد لمُستخلَصات السّفرجل، وخاصّة مُستخلَصات قشوره، تأثيرات مُضادّة للبكتيريا.