تونس (الشروق) تشهد العاصمة الليبية طرابلس خلال الايام الماضية هدوء نسبيا إثر إتفاق وقف إطلاق النار الممضى في مدينة الزاوية تحت إشراف البعثة الأممية.و جاءت بعد هذا الإجراء مباشرة تحركات دولية نشيطة حيث مثلت مرحلة صراع طرابلس محطة مهمة لمراجعة المواقف. وفي هذا الاطار فقد تلقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج يوم الخميس الماضي مكالمة هاتفية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفق تقرير اورده موقع بوابة افريقيا . وبين المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي ان المكالمة تناولت مستجدات الوضع الأمني في ضواحي العاصمة طرابلس، حيث أعلن الرئيس الفرنسي رفضه الكامل لمهاجمة العاصمة وتهديد حياة المدنيين، وعبر عن أسفه لوقوع ضحايا بين السكان، مؤكدا دعمه لحكومة الوفاق الوطني وما تتخذه من إجراءات للتهدئة وإعادة الأمن والاستقرار.وأكد ماكرون عزمه على الاستمرار في تطبيق مخرجات لقاء باريس، ورفضه التام لمناورات المعرقلين للمسار الديمقراطي. وفي هذا الصّدد،يطرح مراقبون تساؤلات حول رمزية هذه المكالمة مباشرة بعد هدوء الوضع خاصة و أن تنسيق فرنسا كان مع الجنرال خليفة حفتر ، فهل تغيرت حسابات باريس في ليبيا أم أنه إجراء بروتوكولي ؟ موقف إيطالي متغيّر أعلن وزيرالخارجية الإيطالي إينزو موافيرو ميلانيزي أن الهدف من الهدنة المعلنة في طرابلس بوساطة الأممالمتحدة هو إعادة إطلاق الحوار بين الفرقاء في ليبيا. ونقلت وكالة أنباء آكي الإيطالية عن ميلانيزي، في جلسة استماع اليوم الخميس أمام لجنتي الخارجية والدفاع في البرلمان الإيطالي بشقيه النواب والشيوخ، قوله «إن إيطاليا تعتزم الحوار مع الجميع، والهدف هو المحاولة قدر الإمكان للمساهمة في تسوية الوضع الذي لا يزال معقدا. نتحدث بالفعل منذ مدة مع جميع الجهات الفاعلة، ولم نستبعد أحدا في طرابلس وفي شرق ليبيا وجنوبها». وفي تغيّر مفاجئ للموقف الإيطالي،أكدت وزيرة الدفاع في الحكومة الايطالية، إليزابيتا ترينتا، أن قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، شريك في الحوار الرامي إلى إنهاء الأزمة القائمة في ليبيا و ذلك بعد ورود أنباء المدة القليلة الماضية حول إستبعاد مشاركة حفتر في مؤتمر روما. وقالت الوزيرة الإيطالية، لصحيفة «كورييري ديلا سيرا» ، إن بلادها ترفض التدخل العسكري في ليبيا حتى إذا تدهورت الأوضاع الأمنية من جديد. تنافس متواصل نشرت منصة الاستخبارات الجغرافية السياسية الأمريكية، تقريرا عن تنافس إيطالياوفرنسا على العمل، ووجهة نظر كل منهما حول مجريات التطورات ومستقبل البلاد. هناك الكثير مما تتفق عليه فرنساوإيطاليا عندما يتعلق الأمر بليبيا، فكلاهما يريدان تحقيق الاستقرار في البلاد حتى لا تصبح ملاذا للإرهاب أو ساحة للمهاجرين الأفارقة، وكلاهما يرغب في منع حكومتيه المتناحرتين من محاربة آلاخر. ولكن مع كل محولاتهم المختلفة، لا يمكن للبلدين الوصول إلى نفس الرأي بالخصوص ليبيا. باريسوروما لديهما رأين مختلفين جداً حول ما يجب أن يحدث في ليبيا. بعد جمع أبرز اللاعبين الليبيين في مؤتمر في شهر مايو، أقنعت باريس الفصائل المختلفة بإجراء انتخابات في 10 ديسمبر. بالمقابل لا ترغب روما في إجراء أي انتخابات هذا العام وتخطط لعقد مؤتمرها الخاص حول مستقبل ليبيا في أكتوبر. وينبع الاختلاف جزئياً من الأهداف والاهتمامات المختلفة للدول في ليبيا، وطالما أن باريسوروما تقدمان طرقا بديلة للوساطة في صراع شمال أفريقيا، فإن إحتمالات النجاح تبدو قاتمة. يذهب متابعون أن باريس و روما تلعبان دوراً رئيسياً في دفع ليبيا نحو الانتخابات، ولكن بسبب الطموحات الجيوسياسية لكل منهما، من المرجح أن تظل السياسة الأوروبية الشاملة تجاه ليبيا منقسمة. ستواصل فرنسا تقديم دعمها لحفتر والحث على إجراء انتخابات في وقت لاحق من هذا العام، لكن مع استمرار إيطاليا في دعم حلفائها في غرب ليبيا وكثير منهم ليس لديهم ما يربحونه في هذه الانتخابات بل سيخسرون كل شيء فإن فرص الاستطلاعات أو التوحيد في ليبيا غير محتملة من أي وقت مضى.