تولت مصالح الشرطة البلدية والوحدات الأمنية مداهمة جملة من مخازن المهربين، الذين أغرقوا العاصمة والأسواق بمواد مدرسية متدنية الجودة ومسرطنة. حيث تم حجز حوالي 45 ألف قطعة في الفترة الأخيرة. تونس (الشروق) خديجة يحياوي وفي اطار الاستعداد للعودة المدرسية، تم تكثيف المجهودات من قبل مصالح الشرطة البلدية ووزارة التجارة. حيث تم تنفيذ جملة من الحملات بمشاركة الوحدات الأمنية، لإيقاف نزيف بيع المواد المدرسية المقلدة والمهربة، التي تغزو خاصة المدن الكبرى وسوق بومنديل والشوارع الرئيسية للعاصمة. وقد أفادت مصادر أمنية "الشروق" بأن العديد من المخازن المعدة لاخفاء المواد المدرسية المهربة والمغشوشة منتشرة بالعاصمة، وبأن سوق بومنديل يستقطب مئات العائلات التونسية بصفة يومية والتي تتزود بهذه المواد. وحسب مصادرنا فإن مروجي هذه المواد يبيعون مواد تحمل علامات تجارية مشهورة في مجال الأقلام والمواد المدرسية. لكنها في الحقيقة مقلدة وبعضها يمكن أن يكون خطرا على صحة التلاميذ، خاصة مادة الصلصال والأغلفة البلاستيكية. مخاطر المواد المدرسية المهربة ولا تقتصر هذه المواد -التي اكتسحت السوق خلال هذه الفترة تزامنا مع اقتراب موعد العودة المدرسية- على عدم جودتها مقارنة بالمنتوجات الأصلية والمحلية. بل تمتد خطورتها الى إمكانية إصابة مستعمليها بالتسمم أو بأمراض جلدية. وقد نصحت الوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات التابعة لوزارة الصحة في بلاغ لها جميع الأولياء بعدم اقتناء أدوات مدرسية مجهولة المصدر وبالتثبت من التأشيرة والشكل وطريقة العرض وذلك تفاديا للمخاطر المحتملة المرتبطة باستعمال هذه الأدوات. وبمناسبة اقتراب العودة المدرسية دعت الوكالة إلى ضرورة تحذير الأبناء وتوعيتهم بما قد ينجر عن هذه المواد من مخاطر جراء اقتنائها، مشيرة إلى أن بعض الأدوات المدرسية يمكن أن تحتوي على مواد كيميائية تشكل خطرا على الصحة ويكون تأثيرها حينيا (حساسية، وتهيج جلدي...) أو على المدى البعيد (أمراض كلى، وأمراض سرطانية...) مداهمات وحملات ومن جانبه، أفاد الكاتب العام للشرطة البلدية محمد الولهازي في تصريح ل»الشروق» بأنه مع اقتراب موعد العودة المدرسية فإنه تم تكثيف الحملات وتنظيمها بكامل تراب الجمهورية وذلك بعد جلسة عمل مع وزارة التجارة. وأضاف محدثنا أن الحملة انطلقت منذ ثلاثة أسابيع بغاية التصدي لبيع هذه المواد خاصة بعد التحذيرات، التي أكدت أن مثل هذه المواد قد تكون لها انعكاسات خطيرة على صحة مستعمليها من الأطفال، موضحا أن سوق بومنديل وبعض الشوارع الرئيسية للعاصمة أصبحا أوكارا لتجار هذه المواد المهربة والمقلدة ومجهولة المصدر. وتابع الولهازي أن هذه المواد المهربة يتم جلبها من الصين. ويقع تصنيعها بمواد بترولية ونفايات مادة الزفت والبترول، والنفايات الكيميائية مشيرا الى أن هذه المواد تتم مجابهة آفة ترويجها وبيعها للعائلات التونسية بغاية حماية الأطفال من مخاطر هذه المواد. وأشار محدثنا الى أنه مع كل عودة مدرسية يشهد سوق بيع المواد المدرسية العديد من التجاوزات الخطيرة منها ما تم تسجيله سنة 2016. حيث تم حجز كمية من الأقلام حاملة كلمات باللغة العبرية، الى جانب بيع مواد متدنية الجودة وأخرى حاملة مواد مسرطنة، إضافة الى ترويج مواد مجهولة المصدر ومهربة، مؤكدا أن المجهودات مكثفة للكشف عن أوكار مهربي المواد المدرسية وحجز المواد المهربة. صور طارق سلتان