ما الذي تغير من مهرجان الأغنية إلى أيام قرطاج الموسيقية؟ إشكالية يستمد طرحها مشروعيته مما حصل ويحصل صلب أيام قرطاج الموسيقية، وآخرها الاستقالات التي شملت بعض أعضاء هيئة الدورة الخامسة. * تونس – «الشروق» – وسام المختار: علمت «الشروق» من مصادر صلب الهيئة المديرة للدورة الخامسة من أيام قرطاج الموسيقية، أن عددا من الأعضاء قدموا استقالاتهم من الهيئة على غرار المسؤولة عن الجانب الأكاديمي ليلى بالرحومة وفادي الهلالي ورباب الصرايري، وحسب نفس المصادر فإن سبب الاستقالات هو ظروف العمل غير الجيدة، والارتجال الذي تتسم به رؤية مدير التظاهرة أشرف الشرقي في عمله، والتي قيل في شأنها أيضا إنها محاولة للعودة بأيام قرطاج الموسيقية إلى مهرجان الأغنية عوض الانطلاق والبناء على ما تأسس من مكاسب في أيام قرطاج الموسيقية. وفي سياق متصل أكد الموسيقار عبد الرحمان العيادي أنه تحدث كثيرا مع السيد أشرف الشرقي وأن الأخير أكد له عودة الأغنية التونسية في الدورة الخامسة من أيام قرطاج الموسيقية، وهو أيضا ما أكده الفنان أسامة فرحات أحد أ عضاء الهيئة المديرة حين صرح ل»الشروق» بأن ما تغير في أيام قرطاج الموسيقية هو نوعية الموسيقى، حيث أضافوا مسابقة في الفن الشعبي، على حد تعبيره مضيفا، ستعود القوالب الكلاسيكية التونسية في التلحين. وأوضح أسامة فرحات أن فكرة أيام قرطاج الموسيقية، هي إبداع أنماط موسيقية جديدة، مشيرا إلى أنه في الدورات الأخيرة من مهرجان الأغنية أصبحت هناك مشاكل عديدة، لذلك كان الخيار، التركيز على المشاريع في ذلك الوقت، وهذا أنتج أعمالا جديدة والتجربة في أولها، وستتضح الرؤية أكثر في هذه الدورة وفي قادم الدورات، على حد تعبيره، مضيفا: «اليوم المسألة أصبحت أكثر وضوحا وكل سنة يتغير المحور، فيما فسح المجال أرحب في التلحين، لأن الألحان مبوبة في المهرجان، وهناك 06 أقطاب موجودة والبرنامج حاضر». ترويج المنتوج التونسي عالميا على صعيد آخر ذهب المستشار الموسيقي، بالهيئة السابقة لأيام قرطاج الموسيقية، عادل بندقة، إلى أنه لا علاقة بين مهرجان الأغنية وأيام قرطاج الموسيقية، لأن «الأيام»، على حد قوله، منصة للاحتفاء بالعروض الموسيقية، وهي تتطلب من الفنان أكثر مهارة في الإنتاج الفني في حد ذاته، وفي مدى تعامل الفنان مع الموسيقيين، وفي مدى إتقانه لعرضه، في علاقة بالمتممات الركحية الأخرى، دون أن ننسى الناحية الموسيقية. واعتبر الفنان عادل بندقة أن فلسفة أيام قرطاج الموسيقية، تعتمد مقاربة اقتصادية لتسويق العروض، على اعتبار أن هذه الطريقة لترويج العروض في البلاد وكان التفاعل نسبيا وقابلا للتطور، وتابع محدثنا في ذات الصدد: «حاولنا بإمكانياتنا جلب مديري مهرجانات وموزعين ومنتجين، لتسويق العروض خارج أرض الوطن، وفلسفتنا انطلقت من أن هناك سوقا عالمية للعروض الموسيقية، لم ننخرط فيها، فضلا عن أن الفنان التونسي بصفة عامة تنقصه مهارة صناعة عرض موسيقي، وحتى مهارة تكوين ملف». لا علاقة بين المهرجانين وعن الإشكالية المطروحة بخصوص أيام قرطاج الموسيقية، شدد عادل بندقة على أن «الأيام» لم تطرح نفسها بديلا لمهرجان الأغنية ولا علاقة البتة بينهما بل هما يكملان بعضهما ويجب أن يكونا إلى جانب بعضهما، استشهد في هذا الإطار بملف مشروع مهرجان للأغنية تقدم به شخصيا لوزارة الشؤون الثقافية. وذهب عادل بندقة أبعد من ذلك حين تحدث عن الأسباب الخفية لإحداث أيام قرطاج الموسيقية حين قال: «حاولنا فتح موضوع ما يقدم في المهرجانات من عروض موسيقية هي أقرب إلى «العربون»، فكذبة 60 أو 70 بالمائة لا معنى لها أصلا، فإما لديك عرض وإنتاج أو لا، وإذا لم يكن لك الجديد فالأفراح موجودة مع احترامنا لها.. وكانت نتيجة ذلك أن جوبهنا بجبهة رفض من قبل الفنانين وهو أمر مثير للاستغراب والتساؤل، فجبهة الرفض و»الضرب» الذي طالنا، اليوم غير موجود، ونفس الناس الذين شتمونا، يباركون اليوم أيام قرطاج الموسيقية، وأنا أحيي الهيئة الجديدة وأتمنى لها النجاح». لم يتغير شيء وحول الإشكالية التي طرحناها، سألنا عددا من الفنانين، على غرار الملحن لزهر شعير، الذي أكد أنه لم يتغير شيء، مشددا أنه بعد 04 دورات من أيام قرطاج الموسيقية لم يبق بأذهان الجمهور جملة موسيقية واحدة، وأضاف في هذا السياق: «تحس وكأن أيام قرطاج الموسيقية نخبوية وتحس وكأن الموسيقيين يعملون لأجل إرضاء لجنة التحكيم، لذلك لم نحتفظ بجملة موسيقية واحدة مما قدم». وغير بعيد عن لزهر شعير، اعتبرت الفنانة لمياء الرياحي، أن أيام قرطاج الموسيقية غيبت الفنانين، الذين هم أيضا تغيبوا بمحض إرادتهم، لكن لا شيء تغير على حد تعبيرها، وأضافت: «هناك عروض جيدة لكن ليس هناك تطور كبير، ولم يقع التركيز عليهم إعلاميا، وفي غياب الإعلام لا معنى لهذه الأيام». ومن جانبه أكد الفنان محمد الجبالي، أن أيام قرطاج الموسيقية، اكتشف الجمهور من خلالها مجموعات موسيقية ومشاريع فنية فيها بحث واجتهاد، معبرا عن أمنيته بأن تكون أيام قرطاج الموسيقية إلى جانب مهرجان الأغنية لأن لكل تظاهرة خصوصيتها، ف»الأيام» كما جاء على لسانه فيها أنماط مختلفة والفن ليس له حدود، لكن ما كان ينقص هذه التظاهرة على حد قول الجبالي هو وهج نجوم مهرجان الأغنية، رغم أن التنظيم محكم أكثر في أيام قرطاج الموسيقية...