من يراهن على تعقيم الأرض الخصبة وجدبها وتصحيرها ببعليها وسقويها من يريد خصي خصوبة التربة الولاّدة حتى لا تنجب نباتا ولا ثمرة. من وراء خصي إرادة المزارعين حتى لا تنجب حبّا للأرض وأملا في انجابها للنعمة. من وراء خصي المزارعين المعذبين في الأرض المنسية بما فيها ومن عليها ممن لا يأبهون بحر القيظ وحرق جلودهم في الصيف يا جلاّس الآرائك في المكاتب والسيارات والصالونات والمنتجعات المكيفة بنسائم ربيعكم العربي العبري الصميم الأصيل. ولا بأوحال الشتاء القارس زمهريرا يا من ربيتم الخنازير التي لا يحلو لها استحمام إلا في الوحل ومستنقعاته العفنة الراكدة. وهي محمية آمنة يا من تسعون إلى «هدرشة» الأمن الغذائي بعدما «شلّكتم» الأمن العمومي. الداء في بذوركم. والعلّة في أدويتكم التي لا ندري من أين جاءت ومن جاء بها والكارثة في تسيّبكم وتسيّب ارشادكم ورقابتكم. والمصيبة في ما ينتجه المزارع ولا يجد له ترويجا يا من فتحتم له أبواب السجون والجحيم والنزوح إلى حيث لا يدري. وأنتم في سمن حليب تركيا نائمون تتوسدون بطاطا الألمان وتستنشقون عطر بصل مصر وتفترشون «ملصوقة» عزيزة الاسطنبولية المستوردة وتتغطون بقشور الأناناس الآسوي والموز الأمريكي اللاتيني. هل تنتظرون من الفلاح أن يسكب دمه كما سكب حليبه في الأودية والغدران أم ان يحرق نفسه مثلما حرق منتوجه أم ينتظر كاهنة أخرى لحرق «الكل في الكل». أم ان رهانكم هو الإطاحة بالفلاحين والفلاحة قولوها وأنتم على دينكم علنا. «ملاّ راحة من الفلاحة». ولكم في الاتحاد دعم وسند وإمداد.