في مرحلةٍ ما من فترة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترومب أخبرت روسيا وزير الدفاع، جيم ماتيس بأنها قد تستخدم الأسلحة النووية في حالة نشوب حرب في أوروبا، وهو تحذيرٌ دفع ماتيس إلى التفكير في أن موسكو تُمثِّل خطراً كبيراً يُهدِّد الولاياتالمتحدة. واشنطن (وكالات) ووفقاً لما ورد في كتاب «الخوف»، لمؤلفه بوب وودوارد، الذي صدر مؤخراً عن الاضطرابات في البيت الأبيض، أتى تحذير موسكو في سياق صراع مُحتَمَل نشوبه في دول البلطيق التي تشمل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، بحسب ما ذكره تقرير نشره موقع «بيزنس انسايدر» الأمريكي، اول امس. وكانت دول البلطيق جزءاً من الاتحاد السوفييتي ولديها روابط عميقة مع روسيا التي سعت إلى إعادة فرض نفوذها هناك منذ نهاية الحرب الباردة. وقد حاولت تلك البلدان الاقتراب أكثر من الغرب، بما في ذلك نيل عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفقاً لرواية وودوارد، فإن التحذير الذي أطلقته روسيا جاء في وقتٍ ما خلال أو قبل صيف عام 2017، عندما كانت إدارة ترومب تساوم حول مستقبل الاتفاق النووي الإيراني. وفي ذلك الوقت، أراد الرئيس دونالد ترومب الانسحاب من الاتفاق، مدعياً أن إيران قد انتهكت الشروط الواردة فيه. غير أن آخرين، بمن فيهم وزير الخارجية آنذاك ريكس تيلرسون، رفضوا ذلك، مشيرين إلى عدم وجود أدلة على حدوث أي انتهاك (رفض ترومب إعادة التصديق على الاتفاقية في أكتوبر عام 2017 وانسحب منها في ماي من العام الجاري). ولم يختلف مايك بومبيو، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية آنذاك، وماتيس مع تيلرسون، كما أورد وودوارد في كتابه، لكنهم تعاملوا مع مطالب الرئيس المُلِحَّة بطريقةٍ أكثر كياسة. ووفقاً لما أورده وودوارد، فإن سياسة ماتيس العدائية المعروفة تجاه إيران قد خفَّت حدَّتُها مُفضِّلاً اللجوء إلى أساليب أخرى، كممارسة الضغوط على طهران، ومرواغتها، وتعكير صفو علاقاتها مع موسكو، لكن «إلا الحرب». وذكر وودوارد بعد ذلك في كتابه أن روسيا «حذَّرَت ماتيس سراً من أنها لن تتردَّد في استخدام الأسلحة النووية التكتيكية ضد الناتو إذا نشبت حربٌ في دول البلطيق». وأضاف وودوارد، مشيراً إلى جنرال المارينز جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية: «بدأ ماتيس، بالاتفاق مع دانفورد، بترديد القول إن روسيا تُشكِّل خطراً يُهدِّد وجود الولاياتالمتحدة». ولا يقدم وودوارد في كتابه تفاصيل أكثر عن ذلك التحذير، بالإضافة إلى أن السبب وراء تضمين هذه المعلومة في ذلك الجزء من الكتاب ليس واضحاً كلياً. وتتبنى معظم البلدان المسلحة نووياً سياساتٍ تسمح لها بالمبادرة باستخدام الأسلحة النووية حال نشوب صراع، وقد حذَّرَت دول البلطيق مِمَّا تعتبره نشاطاً روسياً متزايداً ضدها، وقالت إن هناك أدلة على أن موسكو تعمل على إقامة منشآت عسكرية في المنطقة. وأشارت الصور التي ظهرت في وقتٍ سابق من هذا العام إلى عمليات تجديد مستمرة فيما يبدو أنه موقع نشط لتخزين الأسلحة النووية في كالينينغراد، وهي منطقةٌ تخضع للنفوذ الروسي في بحر البلطيق، جنوب ليتوانيا. وقال تقريرٌ لاتحاد العلماء الأمريكيين عن الصور: «سمات الموقع تشير إلى إمكانية استخدامه من القوات الروسية الجوية أو البحرية ذات القدرات المزدوجة».