بَعد راحة بيوم واحد عاد الترجي إلى أجواء التمارين استعدادا للشّطر الثاني من «الكلاسيكو» القاري ضدّ النجم في إطار إياب الدور ربع النهائي لرابطة الأبطال ومن المُلاحظ أن تحضيرات أبناء بن يحيى للقمّة الحَاسمة في سوسة يُسيطر عليها التفاؤل المَمزوج بالحذر. وهذا الشّعور ناجم عن قناعات أهل الدار بأنّ الفريق قام بالمطلوب أثناء حوار الذهاب وخرج بإنتصار مُهمّ على درب العبور لكن هذا المَكسب «مُؤقت» ولا وَزن له ما لم تُقدّم الجمعية مباراة بطولية في أولمبي سوسة بشكل يضمن لها التوقيع بصفة رسمية على تأشيرة التأهل إلى المربّع الذهبي. ويدرك بن يحيى في قرارة نفسه أن الجماهير الترجية سعيدة بالفوز في رادس لكن نيران الغَضب لن تَنطفىء بالكامل إلاّ بعد الرجوع بوثيقة المرور أمّا إذا حصل العَكس فإنّ خالد سيواجه «عَاصفة» جديدة ومُختلفة عن سابقاتها بما أنها قد تضعه خارج الحديقة «ب». بن محمّد يكسب التحدي عانى أيمن بن محمّد الأمرين نتيجة الصّعوبات التي اصطدم بها للتأقلم مع الأجواء التونسية عندما وصل منذ من سنتين إلى «باب سويقة» قَادما من الملاعب الايرلندية (كانت لديه مشاكل حتى على مستوى الغذاء والطّقس...). وقد تَعقّدت وضعيته أكثر بعد أن تعرّض إلى إصابة خطيرة أبعدته لفترة طويلة عن الميادين هذا قبل أن يعود إلى الواجهة وهو في أوج العنفوان مُستفيدا من عقليته الاحترافية العالية و»حملة» المساندة التي وجدها من مختلف مكوّنات العائلة الترجية. بن محّمد لم يندمج في الأجواء الترجية ويتغلّب على «مِحنته» الصّحية فحسب بل أنه تنازل عن خطّته الأصلية في المنطقة الأمامية ليصبح ب»تخطيط» من البنزرتي ظهيرا أيسر. وقد وضع بن يحيى بدوره ثقته في اللاعب ليشغل المركز نفسه تاركا أفضل الانطباعات في صفوف المحبين والمتابعين الذين أشادوا بروحه الانتصارية ومردوديته الغزيرة في المُواجهة الأخيرة ضدّ النّجم. ومن الواضح أن بن محمّد سيثبّت نفسه بقوّة في الجهة اليسرى لدفاع الترجي إذا استمرّ في العطاء بالنسق نفسه. ولاشك في أنّ الإشادة الأخيرة التي تلقّاها من مدرب المنتخب قد تمنحه أجنحة اضافية وتجعله يفكّر بجدية في طرق باب «النسور». تحت الضّغط بعد الانتصار على النّجم، خرجت عدّة عناصر ترجية بملاحظة حسن لإستبسالها في الميدان من أجل عيون الأنصار الذين جاؤوا بالآلاف لنُصرة الجمعية. «شَهادة النّجاح» كانت من نصيب المدافعين وحارس مرماهم رامي الجريدي علاوة على لاعب الوسط «فرانك كُوم» والبديل غيلان الشعلالي. وفي المقابل لم تَرتق مردودية بعض الأقدام الترجية إلى المستوى المأمول كما هو حال البدري والخنيسي و»كُوليبالي» وبصفة خاصّة البلايلي الذي كان «شَبحا» لذلك النّجم الفاعل في التشكيلة الصّفراء والحمراء. الإطار الفني للفريق كان واعيا بتدنّي الأداء الفردي للأسماء المذكورة وقد سارع ب»مُعاقبة» البعض منهم أثناء اللّقاء كما حدث مع «كُوليبالي» عندما سَحبه بن يحيى من التشكيلة لفشله في أداء مَهامه دفاعا وهُجوما (أهدر هدفا مُحقّقا في الدقيقة 15). ومن المفروض أن يكون قد تحدّث معهم جميعا عند استئناف التمارين حتى يضعهم أمام مسؤولياتهم ويُوقظهم من «غَفوتهم» خاصة أن المرحلة دقيقة وتتطلّب «انتاجية» مُضاعفة لتُحقّق الجمعية أحلام أنصارها. في الانتظار لم تتّضح الرؤية بشأن جَاهزية بقير من عَدمها لمباراة الجمعة القادم في سوسة. فقد تغيّب سعد عن حصّة أمس الأوّل بسبب الأوجاع التي يشكو منها بفعل الاصابة التي تعرّض لها أثناء «كلاسيكو» رادس. والثابت أن الإطار الفني لا تَعوزه الامكانات لسدّ الفراغ الذي سيتركه بقير إذا تأكّد طبعا خبر احتجابه في لقاء أولمبي سوسة بداية من الخامسة بعد الزّوال بصافرة الحكم الجنوب - افريقي «فيكتور غوميز».