بالتوازي مع دَعم المسؤولين والمُحبين ظهرت عدّة بوادر أخرى ايجابية وقد تكون من العَوامل المُساعدة على القيام بردّة فعل قَويّة في مباراة «الكَلاسيكو». فقد استرجع النادي كلّ «أسلحته» الأساسية والاحتياطية الشيء الذي سيجعل الخيارات البشرية واسعة أمام بن يحيى الذي قد يستفيد كذلك من صَحوة مُهاجمه الأوّل والأبرز طه ياسين الخنيسي بفضل هدفه الأخير مع «النّسور». وَتَنضاف إلى المُعطيات المذكورة جملة التعديلات والتحسينات التي قام بها الإطار الفني أثناء التحضيرات بهدف التفوّق على النّجم بأكبر عدد مُمكن من الأهداف لإنعاش الحظوظ الترجية في العُبور إلى المربّع الذَهبي. مدرّب نادي «باب سويقة» وجّه بوصلة اهتمامه نحو المنطقة الخلفية أملا في ايجاد الصّلابة الضرورية ولم يَغفل بن يحيى كذلك على المشاكل الهجومية والمتمثّلة أساسا في إهدار الفرص التهديفية بشكل يُؤثّر سلبيا في النتيجة النهائية كما حصل أمام الأهلي «القَاهري» ومُواطنه الاتّحاد الاسكندري. جانب آخر حَظي بعناية بن يحيى في حصّة الأمس وهو الكُرات الثابتة التي قد تكون من الوسائل النَاجعة لهزّ شباك الضيوف خاصّة في صورة تعطّل العمليات المُركّزة والحلول الفردية. السِيناريوهات المُمكنة سَعى بن يحيى قدر المُستطاع اضفاء «السرية» على خياراته البشرية بمناسبة لقاء اللّيلة أمام النّجم. وقد بقيت «الخَلطة» الفنية غامضة حتّى اللّحظات الأخيرة من التَحضيرات. والثابت أن بن يحيى يدرس بجدية «مَشروع» التَعويل على الجريدي مكان بن شريفية الذي ظلّ يُصارع حتى الرّمق الأخير أملا في تغيير مَوقف مدرّبه الذي يَميل للتبديل ما لم يحصل أيّ طارىء من شأنه أن يخلط الأوراق ويُتيح لمعزّ المُحافظة على عرشه. في الدفاع ستكون الأولوية للدربالي وبن محمّد ليشغلا الجهتين اليمنى واليسرى على أن يقود «الكَابتن» شمّام المحور ومن المُرجّح أن يرافقه الذوادي (ولو أن المدرب ترك المنافسة مفتوحة بين الذوادي ومحمود واليعقوبي). في منطقة الوسط - وهي الجِسر الرابط بين الدفاع والهجوم - توجد عدّة سيناريوهات يتمثّل أحدها في تجديد الثقة في «كوليبالي» و»كوم» على أن يظهر أمامهما بقير أوالشعلالي. أمّا تركيبة «المُثلّث» الهجومي فإنها شبه محسومة في ظل الاجماع الحاصل بشأن البلايلي والبدري والخنيسي. تحت الضّغط رَغم يقين الكثير من الترجيين والمُلاحظين «الموضوعيين» بأنّ «الأزمة» الفنية للترجي أعمق من الأخطاء التَكتيكية التي قد يكون ارتكبها بن يحيى فإن الرجل أمام حتمية الانتفاض أمام «ليتوال» حتّى لا تتعقّد الأوضاع ويواجه الابعاد في سيناريو مُشابه لما حدث بالأمس مع السويح وأيضا البنزرتي في رادس بالذات. مباراة النّجم قد تُشكّل فرصة الأمل الأخير ليُغيّر بن يحيى الأحوال ويكسب التَحدي ضدّ «خُصومه» الذين ينتظرون أيّة خسارة جديدة ليُطيحوا به. اقبال كبير شَهدت شبابيك التذاكر اقبالا جماهيريا مُحترما وهو ما يُنبىء بأن أنصار الترجي سيزحفون بأعداد غفيرة نحو رادس. ومن المعلوم أنّ الجماهير الصفراء والحمراء ستتمتّع بحوالي 26 ألف مقعد في مباراة اللّيلة ومن المنتظر أن تَتواصل اليوم عملية بيع التذاكر في شبابيك الحديقة والمنزه وذلك إلى حدود انطلاق المُقابلة (أي الثامنة ليلا). والجَدير بالذّكر أنّ «الفيراج» سيكون مفتوحا للمُشتركين فحسب وذلك لدواع تَنظيمية وأمنية ويبلغ عدد المُشتركين أكثر من أربعة آلاف شخص.