رَغم البداية الواعدة لفريق الضاحية الجنوبية في سباق البطولة فإنّ القلق يسيطر على شقّ كبير من أبناء الجمعية بفعل «شبح» العُقوبات الدولية التي قد تُواجهها «الهَمهاما» ما لم تُوفّق هيئة الفاضل بن حمزة في العثور على حلّ عاجل لقضية اللاعب الجزائري السابق للنادي حميد جاوشي. وَتُصارع العائلة المُوسّعة لنادي حمّام الأنف الوقت والظروف لمجابهة هذه «الأزمة» القاسمة للظّهر خاصّة أن الجمعية الغَارقة في المشاكل لا قُدرة لها على توفير حوالي 700 مليون بعنوان مستحقات جَاوشي الذي استفاد من القوانين الرياضية والسياسات الارتجالية للمسؤولين الرياضيين في جمعياتنا (الكبيرة والصّغيرة على حدّ السواء) ليلهف «ثَورة» حَقيقية من خزينة «الهَمهاما» المُهدّدة بصفة جدية بعقوبات قاسية تبدأ بخصم النّقاط وتنتهي بالنزول إلى الأقسام السّفلى. العُقلاء في «بوقرنين» رفضوا سياسة التراشق بالاتّهامات و»التّنقيب» عن الجهات المسؤولة عن هذا «الكَابوس» التي يُرهق المسؤولين ويُؤرّق المحبين الحالمين بغلق هذا الملف الثَقيل والتركيز على الميدان أملا في تحقيق نجاحات كبيرة تُعيد للفريق العريق أيّام العزّ والمجد. الحُكماء في حمّام الأنف يعتقدون أن الظرف حسّاس ولا فائدة تُرجى من التهجّم على الرئيس السابق للنادي عادل الدعداع بوصفه المسؤول عن هذه الصّفقة التي كان الرجل يحسبها «هدية» غالية من سليم الرياحي قبل أن يجد نفسه في «وَرطة» حقيقية بعد أن أخلف الرياحي وعوده وعهوده ورفض تأمين مستحقات جاوشي المُنتقل من «باب الجديد» إلى «بوقرنين» في شكل إعارة. وقد كان الدعداع في الصّفوف الأمامية لأبناء «الهمهاما» المُجتمعين مؤخرا على طاولة بن حمزة لمُجابهة هذه «الوَرطة» عبر كل الوسائل المُمكنة على غرار جمع المساعدات وفتح باب المُفاوضات مع مُوكّل اللاعب وهو الأستاذ أنيس بن ميم الذي مازال ينتظر جملة المُقترحات التي سيتقدّم بها مُمثلو فريق «بوقرنين» في سبيل التوصّل إلى اتّفاقات تُرضي جميع الجهات وتُنقذ النادي من «شَبح» العُقوبات الدولية والتي قد تَصدر بين الحين والآخر. أبناء «الهمهاما» يراهنون كثيرا على تكاتف جهود مُختلف الأطراف لإنقاذ الجمعية من «المجهول» ويعتقد العقلاء في الضاحية الجنوبية أن هيئة بن حمزة أمام حتمية فتح يديها لجميع الراغبين في «حلّ» الأزمة سواء عبر الهبات المادية والعلاقات القوية وحتى بالكلمة الطيّبة وذلك أضعف الإيمان. وتضمّ قائمة المُبادرين بمدّ يد المساعدة عادل الدعداع وفيصل بوستة وعدة أسماء أخرى معروفة وتُعارض الكشف عن هُويتها ليقينها بأنّ المجهودات التي تقوم بها في الكواليس واجب مفروض تُجاه النادي الذي له أفضال كثيرة على العديد من المُسيّرين واللاعبين بل أن الجمعية صَنعت شهرة عائلات بأكملها في الكرة التونسية كما هو شأن أسرة هنية. وقد ترسّخ الاعتقاد أيضا بأن إدارة الفاضل بن حمزة مُطالبة بالتخلي عن سياسة التَعنّت والتقارب مع كلّ فرد على استعداد لدفع دينار واحد لتجاوز هذا الاشكال الذي يحتاج حسب عقلاء الجهة إلى التفاوض أيضا ب»دبلوماسية» عالية مع الجهات الفاعلة في هذا الملف الشائك والحديث بالأساس عن موكل اللاعب أنيس بن ميم. ويعتقد هؤلاء أن هذه القضية تُشكّل كذلك اختبارا حَقيقيا للعلاقة المُتميّزة بين الفاضل بن حمزة ووديع الجريء القادر على المُساهمة في تغطية جزء من ديون «الهمهاما» عبر تسبقة من حقوق الفريق من عائدات النقل التلفزي ولو أن هذا الاجراء واجب وليس «مزية» تُجاه الجمعية التي قَدّمت الكثير للمنتخبات الوطنية.