يبدو ان الاستفزاز الماكر الذي قام به جيش الاحتلال الاسرائيلي والمتمثل في التستر بطائرة روسية ما اسفر عن تحطمها ومقتل 15 عسكريا من كبار ضباط المخابرات الروسية كانوا على متنها من قبل الدفاعات السورية قد يقلب الموازين في منطقة الشرق الاوسط وخاصة في سوريا الملتهبة منذ سبع سنوات . فمثلما تشير كل ردود الفعل فان الرد الروسي على الخداع الاسرائيلي لن يمر مرور الكرام . وكل هذه التطورات تصب في نهاية المطاف في مصلحة القيادة السورية التي تحارب التنظيمات الارهابية في عدة جبهات. ردة الفعل الروسية المرتقبة قد تكون مبدئيا تزويد الجانب السوري بأسلحة دفاعات جوية متطورة وربما تزويدها بصواريخ اس 300 او اس 400 المرعبة والتي ستمثل تحديا جديدا لكيان اسرائيل الذي ظل لسنوات عديدة يرتع في المجال الجوي السوري حيث نفذ بحسب اعتراف صهيوني اكثر من 200 غارة تزعم جميعها موجهة لمنشآت او أهداف عسكرية لحزب الله او لإيران داخل الاراضي السورية . الاحتلال الاسرائيلي علم بسرعة فداحة الخطإ الذي ارتكبه بحق الروس وهو ما ترجمته صحيفة «هآرتس» العبرية القريبة من اللوبي الحاكم حيث نقلت عن ضابط كبير في جيش الاحتلال قوله بأنه «يجب دائما تذكر الدرس الأول في التاريخ العسكري لا تعبث مع الروس». في روسيا الدولة العظمى الحليفة للقيادة السورية هناك حديث كبير عن عملاء روس يعملون على تطبيع العلاقات مع الصهاينة وهناك حديث في المنابر الاعلامية الروسية عن ضرورة فك الارتباط معهم اي مع كيان الاحتلال الاسرائيلي .وهو ما أكده «ليونيد إيفاشوف» المسؤول السابق في وزارة الدفاع الروسية خلال مقابلة له على قناة «روسيا اليوم حيث قال حرفيا : «هناك مسؤولون روس يعملون لصالح تل أبيب، وينفذون أوامرها بدلا من تنفيذ أوامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين»، مشيرا لوجود خيانة في القيادة الروسية، عبر التواطؤ مع كيان إسرائيل. التطورات الاخيرة بعد سقوط الطائرة الروسية بنيران سورية بسبب الخداع الصهيوني ستشكل مرحلة جديدة بكل المعايير وقد تشهد في الفترة القادمة لجما حقيقيا لتحركات الصهاينة في سوريا وان لم يمتنعوا عن ذلك فان الروس قد يضربون هذا الكيان المتمرد في مقتل.