تونس – الشروق: السيد حامد علي بنجدو أستاذ مدارس ابتدائية فوق الرّتبة ومدير متقاعد منذ 1 أكتوبر 2017 بعدما قضى 35 سنة من العطاء والتّضحية المهنيّة بالمرحلة الابتدائية لقطاع التربية. وفي لقاء معه أكد «سي حامد» أوّلا بأنه خريج مدرسة ترشيح المعلمين بقفصة سنة 1982. والتي يفتخر بالمرور بها كتلميذ أين تلقى ضوابط التدريس ومناهجه الرئيسية على عقول وأيادي ثلة من الأساتذة الأجلاّء ممّن يحفظ لهم كلّ الوفاء. وأضاف بأن مسيرته المهنية انطلقت بتاريخ 15 سبتمبر 1982 كتلميذ معلم متربص بالمدرسة الابتدائية عمر بن سليمان بقفصة و لازال يتذكر أوّل مرتّب تقاضاه والذي كان في حدود 189 دينارا. وعلى امتداد مسيرته المهنية عمل ب 8 مدارس ابتدائية بدأها بمدرسة هنشير الأفراح بالسند وتنقل إلى كل من مدرسة الصمايرية – النصر – الاعتزاز – 15 أكتوبر – حي الأمل وانهى مشواره المهني كمدير بمدرسة الزوام بمنزل بوزيان. وتتميز أكثرية هذه المدارس بواقعها الريفي الذي تتعدد فيه الصعوبات كمتاعب النقل و المعيشة وقلة دعائم مقومات التدريس والتي تجاوزها بالاجتهاد والحرص على الانصهار في خصائص هذه الأرياف بتضحيات طوعية من أجل المساهمة في مقاومة الأمية و تخطي التلامذة الريفيين لواقعهم الاجتماعي القائم على الفقر والخصاصة وقتها. وذلك من خلال توفير مساعدات خاصة بمستلزمات الدراسة و تدريس ساعات دعم بلا مقابل بالتعاون الإقتناعي بين الزملاء المربين وتفاعل المواطنين وذلك بعيدا عن المنّ. و اختتم السيد حامد علي بنجدو حديثه بالقول بأنه أحيل على الشرف المهني تاركا وراءه ملفا نقيّا من كل الشوائب في محيطه التربوي و الاجتماعي. والمتأتية أساسا من حرصه الذاتي على خلق علاقات بشرية يسُودها التفاعل و التعاون المهني والاجتماعي الدائم. هذا و تزداد فرحة رضى الضمير خصوصا خلال حفلات التكريم التي يُستدعى لها على غرار تكريميْ مدرستي قرية النصر بالمكناسي والزوام بمنزل بوزيان. وكذلك كلما صادف تلامذته من مختلف الأجيال في المواقع العامة والمهنية و الذين يكرّمونه بوافر اللطف والنّبش في ذكريات الدراسة المقترنة بوافر الإجتهاد والمثابرة والحزم بهدف تحقيق النجاح و تحصيل «كرامة» الشغل للمساهمة في بناء مستقبلهم و تغيير الملامح الاجتماعية لأسرهم ضمن مسارات التضامن و التكاتف التي نشرت المدرسة ثوابت قيمها الخالصة في محيطها الاجتماعي باقتدار.