«الحرب جعلتني أقوى» هكذا صرح لوكا مودريتش قائد وسط ريال مدريد ومنتخب كرواتيا بعد إنجاز بلاده التاريخي بالتأهل لنهائي كأس العالم للمرة الأولى. وانطلاقا من هذه العبارة نفهم أن مسيرة مودريتش لم تكن سهلة وبسيطة، بل كانت محفوفة بالمخاطر وهددت الحرب حياته الى جانب حالة الفقر الذي كان يعانيه. حرب 1991: صدمة راعي الغنم كانت أمنية الطفل الكرواتي لوكا هي الخروج حيا من الحرب التي تدعى «حرب الاستقلال الكرواتية» والتي تشكلت دولة كرواتيا على أثرها. حرب شرسة تعرضت لها البلاد من أجل استقلال كرواتيا عن يوغسلافيا وكان ضحيتها رعب العديد من الأطفال مثل لوكا مودريتش. وحاربت عائلة مودريتش في تلك الحرب من أجل البقاء على قيد الحياة وتعرض الطفل لوكا لصدمة قوية عندما قتل جده أمام عينيه وانتقل هو وعائلته لمخيمات اللاجئين. عاش لوكا في حالة كبيرة من الرعب مع والديه، وكان والده يعمل ميكانيكيا وقام بتصليح السيارات للجنود الكروات بينما اهتم الطفل الصغير برعاية الأغنام. وقال مودريتش متحدثا عن معاناته في الطفولة: «كنت استمع لصوت القنابل والرصاص عندما أحاول اللجوء للنوم في طفولتي». طفولة بائسة بسبب الحرب لم يتخيل ذلك الطفل أبدا أن يحقق بعدها إنجازات تاريخية لبلاده ويترشح لجائزة الأفضل في عالم كرة القدم متمنيا تحقيق اللقب للمرة الأولى في تاريخ بلاده بعد وصافة دافور سوكر «رئيس الاتحاد الكرواتي حاليا» بالجائزة في 1998. الحرب صنعت منّي شخصا قويّا بعد انتهاء الحرب ونجاة مودريتش اتجه لكرة القدم رغم جسده النحيف وكان الأسطورة البرازيلي رونالدو ملهمه. وعلّق مودريتش على بدايته في كرة القدم قائلا: «رغم كل شيء كنت مؤمنا دائما بوجود شيئ ما مميز في ساقيّ رغم ضعف لياقتي البدنية وقت طفولتي. أسرتي عانت معي منذ فترة طويلة، الحرب جعلتني أقوى وصنعت مني شخصا قويا». تدرّج مودريتش في كرة القدم حتى وصل إلى القمة. فانضم إلى توتنهام الانقليزي في 2008 وقاده إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2010 - 2011 قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد. وقدم لوكا مودريتش الموسم الماضي مردودا رائعا اختتمه بإنجاز تاريخي لمنتخب بلاده، خاض اللاعب الكرواتي 43 مباراة مع ناديه ونجح في تسجيل هدفين وصنع 8 أهداف. وساهم في تتويج ناديه بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي وكان له دور بارز مع ريال مدريد في التتويج بكأس العالم للأندية إذ توج بجائزة أفضل لاعب في المسابقة. كما خاض مودريتش 16 مباراة دولية مع منتخب بلاده في ذلك الموسم اختتمها بإنجاز وصافة كأس العالم وحصل أيضا على جائزة أفضل لاعب في المسابقة. اللاعب الأكثر تأثيرا قارن موقع «أوبتا» المهتم بإحصائيات اللاعبين بين لاعبي الوسط في الموسم الماضي من النواحي الدفاعية والهجومية. وخسر مودريتش المقارنة الهجومية والتي تصدرها كيفن دي بروين وجاء خلف دافيد سيلفا وبول بوغبا وزميله توني كروس، إذ سجل الكرواتي هدفين وصنع 8 أهداف وخلق 60 فرصة للتسجيل. وتفوق الكرواتي في قائمة الأكثر دقة في التمرير بنسبة 90 % على كيفن دي بروين وسيلفا وبوغبا بينما كروس فقط من تفوق بنسبة 93 %. وعن دقة التمرير الهجومي جاء الثنائي مودريتش وكروس على القمة بنسبة 87 % متفوقين على نفس اللاعبين. وعن اقتناص الكرة من المنافسين فعل مودريتش ذلك 185 مرة أكثر من أي لاعب آخر ومتفوقا على زميله كروس بفارق ثلاث مرات. وبالنسبة لكأس العالم تصدر مودريتش قائمة اللاعبين الأكثر تأثيرا بتسجيل هدفين وصناعة هدف بالإضافة لخلق 14 فرصة للتسجيل متفوقا على كيفن دي بروين أقرب منافسيه. ونجح مودريتش في تحقيق دقة تمرير بنسبة 86 % متفوقا على دي بروين وبوغبا وسيلفا ولم يتفوق عليه سوى كروس بنسبة 93 %. وفي اقتناص الكرة من المنافسين جاء مودريتش في المركز الثاني برصيد 35 مرة وتفوق عليه بوغبا فقط ب39 مرة. وبتحليل أداء اللاعبين وتأثيرهم في النتيجة رجح موقع أوبتا لوكا مودريتش على منافسيه من خط الوسط.