في سنوات 2012 و2013 و 2014، كانت ورقة الباجي قائد السبسي اسمها «ضد النهضة»(الخطان المتوازيان)...ورقة حققت له الفوز في الرئاسية ولحزبه نداء تونس الفوز في التشريعية. فهل خطط الباجي للعب هذه الورقة ثانية مع اقتراب انتخابات 2019. تونس (الشروق) بعد تصريح رئيس الجمهورية نهاية علاقة التوافق مع النهضة بطلب منها، نفت هذه الأخيرة ذلك. وأكدت أن التوافق مازال قائما. وهو نفي دفع بالمتابعين الى التساؤل عن الحقيقة وخاصة عن جانب المناورة من وراء هذه التصريحات. إحراج النهضة أول الاستنتاجات جاءت من شق من المتابعين بالقول إن قائد السبسي أراد بهذا التصريح إحراج النهضة عقابا لها على اصطفافها وراء يوسف الشاهد ودعم بقائه على رأس الحكومة وعدم الانسجام مع موقف نداء تونس. وهناك من ذهب الى حد القول إن قائد السبسي أراد بذلك إحراج النهضة أيضا أمام الرأي العام الدولي بالقول إنها تخلت عن التوافق وبالتالي عن الانسجام مع بقية المكونات السياسية المدنية والتقدمية وعن التغيير الذي تؤكد عليه باستمرار منذ مؤتمرها الأخير. ورقة 2014: ضد النهضة أبرز الاستنتاجات بعد تصريحات الطرفين أكدها شق آخر من المحللين بالقول إن الباجي قائد السبسي، من وراء إعلانه على الملإ -أمام ملايين التونسيين- نهاية التوافق مع النهضة (بطلب منها)، قد بدأ في التخطيط لانتخابات 2019 وذلك من خلال الاستعداد للعب ورقة «ضد النهضة» من جديد. هذه الورقة سبق أن مكنت الباجي من الفوز مع حزبه نداء تونس في رئاسية وتشريعية 2014 عندما نجح في استقطاب وجوه سياسية من الوزن الثقيل من روافد مختلفة. وجمعها تحت مظلة النداء مما جعله قويا سياسيا وانتخابيا. ثم نجح في استقطاب خزان انتخابي هام صوت له ولحزبه. 3 عصافير بحجر واحد هذه الورقة قد يضرب بها قائد السبسي 3 عصافير بحجر واحد حسب المحللين: الأول هو استعادة خزان انتخابي « حداثي» هام سبق أن صوت للنداء ولمرشحه في 2014 ومعروف بمعارضته للنهضة ولوجودها في الحكم. لذلك عبر عن غضبه الشديد من الباجي قائد السبسي بسبب تقاربه من راشد الغنوشي وعن انتقاده لنداء تونس بسبب تحالفه في الحكم مع النهضة. فكانت النتيجة أن فقده النداء طيلة الأعوام الماضية. وتأكد ذلك بمناسبة الانتخابات البلدية الأخيرة. أما الثاني فهو استعادة وجوه سياسية بارزة وفاعلة كانت مكونا بارزا من مكونات نداء 2012 و2013. لكن سرعان ما غادرته غاضبة بسبب التحالف مع النهضة وبالتالي فإن الإعلان عن القطيعة معها قد يشجع هذه الوجوه على العودة الى حضيرة الحزب. وقد يشجع شخصيات من ألوان سياسية أخرى عرفت أيضا بمعارضتها للنهضة على الانضمام الى الحزب خاصة مع استعداده لعقد مؤتمره في جانفي القادم. ويشجع أحزابا أخرى على الدخول معه في تحالف سياسي أو انتخابي مع اقتراب موعد 2019. أما الثالث فقد يكون محاولة إضعاف يوسف الشاهد وذلك بترحيل « تهمة» التحالف مع النهضة إليه والى مشروعه السياسي المنتظر. وهي التهمة التي تسببت سابقا - في رأي عديد المتابعين - في إضعاف نداء تونس ومؤسسه. وخلقت بينه وبين بعض أنصاره وناخبيه وعدد من التونسيين علاقة تململ وبرود. ورقة رابحة؟؟ ويبقى التساؤل الأهم - إذا ما صحت فرضية هذا « التخطيط» من الباجي قائد السبسي- يتعلق أساسا بمدى قدرته على تحقيق الهدف المنشود منه. والثابت وفق عديد الملاحظين أن المناخ السياسي سنة 2014 ليس مناخ 2018. فالنهضة تبدو اليوم في موقع قوة سياسية وانتخابية. وقد لا يتمكن الباجي قائد السبسي وحزبه نداء تونس من تكرار تجربة 2014 والفوز عليها في الانتخابات القادمة خاصة في صورة تحالفها مع يوسف الشاهد ومع مشروعه الحزبي المنتظر. فذلك سيبقى رهين مدى تجاوب من يريد استقطابهم من جديد معه والذين قد يتساءلون هذه المرة « من سيضمن أن الرجل وحزبه نداء تونس لن يتحالفا مرة أخرى مع النهضة بعد انتخابات 2019؟»... لكن من جهة أخرى هناك من يتوقع أيضا عودة النداء الى سالف قوته في الفترة القادمة خاصة بعد لملمة أزمته وعقد مؤتمره الانتخابي والدخول في تحالفات سياسية وحزبية جديدة ترجح كفته تجاه كفة النهضة ومن سيتحالف معها..