تمر ولاية الكاف بوضع صحي خطير بسبب تردي البنية التحتية للمؤسسات الصحية ونقص التجهيزات والأطباء والأدوية مع شلل في مراكز الصحة الأساسية بالأرياف . الكاف- (الشروق) وحسب الزيارات الميدانية التي أجرتها "الشروق" إلى مختلف الوحدات الصحية في المناطق الحضرية والأرياف لاسيما المستشفى الجهوي بالكاف تبين أن المريض يحتضر والمرافق غائبة أوتكاد تكون منعدمة في الكاف وبعض معتمدياتها . خدوجة الورغي التقيناها وقد غادرت قسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بالكاف بعد أن لم تتمكن من تلقي العلاج بجهاز ال« سكانار « لتعطبه منذ مدة إلى أجل غير مسمى كما أفادت به إحدى الممرضات . وقد تلقت الورغي موعدا بشهر وذلك رغم الآلام والأوجاع التي تعاني منها , ونظرا الى تردي وضعيتها المادية فهي لا تقدر على التحول لتلقي العلاج لدى الخواص لارتفاع كلفة العيادة والتصوير. وقد طالبت وزير الصحة ووزير الشؤون الاجتماعية بإيجاد حلول جذرية لضعاف الحال وحاملي دفاتر العلاج بالتعريفة المنخفضة وما دونهم لتضاعف معاناتهم وضعف مداخيلهم بما لا يمكنهم من العلاج واقتناء الدواء بعد أن رفضت المؤسسة الصحية العمومية استقبالهم ووجهتهم الى الخواص أوالانتظار مدة طويلة أما خيرة الرزقي فما أثار استياءها هوتعطل قسم التحاليل والأشعة بالمستشفى المحلي بالسرس ورغم التدخل وإعادة القسم الأول الى العمل مع تواصل تعطل الأشعة إلا أن استقبال المرضى يبدو محتشما ، فهم يستقبلون 30 مريضا يوميا ، وعلى تزايد عدد المرضى إلا أن أغلبيتهم يعودون إلى مساكنهم دون تلقي الخدمات اللازمة أوتلقي العلاج دون تحاليل أوتصوير بالأشعة . ففي كل معتمدية من ولاية الكاف ما يفوق 5 مراكز رعاية صحة أساسية تقدم الخدمات لمتساكني الأرياف حسب روزنامة تضبطها الدائرة الصحية. وتتمثل في زيارة طبيب وقابلة مرة في الأسبوع ، إلا أن جلها مغلق إما لتردي بنيته التحتية أوانعدام الماء الصالح للشرب أوعدم زيارة الطبيب بصفة منتظمة لعدم توفر وسيلة نقل تقله إلى المركز الصحي الريفي مما جعل المرضى يلتحقون يوميا بالمستشفى المحلي أوالجهوي . بنية تحتية مهترئة ومشاريع معطلة يعرف المستشفى الجهوي بالكاف أشغال توسعة لبناء قسمي استعجالي وإنعاش بالإضافة إلى بناء قسم أشعة آخر للمخابر بكلفة جملية تناهز 4.9 ملايين دينار مع بعث 3 أقطاب صحية بكل من الكاف والدهماني وتاجروين وبناء قسمين للتحاليل والأشعة بالسرس ومستشفى محلي بنبر لتحسين الخدمات الصحية إلا أن هذه المشاريع لم تر النور إلى الآن . بل إن أشغال بعضها قد تعطلت كليا لعدم إيفاء الجهات المعنية بتعهدات الدفع حسب ما أفاد به مقاول أشغال قسم الأشعة بالسرس . ورغم تخصيص 150 ألف دينار لصيانة مختلف المؤسسات الصحية إلا أن جلها يعاني من تردي البنية التحتية وأبرزها قسم رعاية الأم والطفل بجهة السرس بعد أن أصبحت بنايته مهددة بالسقوط بما هي بناء قديم يعود إلى سنة 1921 حسب ما وصفه أحد الممرضين إضافة إلى عدم استجابتها لتقديم الخدمات اللازمة للأمهات والأطفال . وقد طالبت مكونات المجتمع المدني بالإسراع في إنهاء المشاريع المعطلة ودخولها حيز الاستغلال بما يمكنها من تقديم الخدمات اللازمة للمواطنين في أقرب الآجال ، والحد من الاكتظاظ في المستشفيات المحلية والمستشفى الجهوي مؤكدة على الدور البالغ الذي تلعبه المؤسسة الصحية أثناء الكوارث الطبيعية والحوادث الخطيرة مع توفير التجهيزات الطبية وشبه الطبية ومزيد تكوين الأعوان واليقظة أثناء الحالات الاستعجالية التي تستوجب تدخلا عاجلا . الطب المدرسي ... الكارثة «الشروق» تحدثت أيضا إلى أولياء بعض التلاميذ الذين يتلقون علاجا بصفة دائمة ومسترسلة لمعاناتهم من أمراض مزمنة وغيرها. فبينوا أن الطب العمومي المدرسي يكاد يكون غائبا. وأولها عدم تعهد هذه الحالات بالعناية والرعاية وتوفير الأدوية اللازمة التي تخفف من عبء المصاريف على الولي هذا بالإضافة إلى عدم القيام بالعيادات اللازمة في إبانها والسبب هوقلة الإطار وعدم توفر وسيلة نقل . عرفت ولاية الكاف سنة 2014 يوم غضب على الوضع الصحي مما استوجب تدخلات عاجلة بتوفير بعض أطباء الاختصاص.و نظرا الى غياب الميزانية فإن جل الأقسام بالمستشفى الجهوي بالكاف يعاني من تردي مستوى الخدمات مثل طب المفاصل والعظام وقسم التوليد إضافة إلى تعطل العيادات بسبب قلة التجهيزات أوعدم توفر أخصائيين في التعامل معها . مصدر مسؤول يوضح وحول عدة تجاوزات بالمستشفى الجهوي بالكاف ، بين طرف مسؤول (رفض التصوير وذكر اسمه) أن حجم العيادات بمختلف المؤسسات الصحية العمومية بولاية الكاف يناهز 600 ألف عيادة . أما مستشفى الكاف فيمر بأزمة كبيرة تتعلق بنقص الأطباء في الجراحة والتوليد واختصاص التبنيج. وأضاف أن آلة ال«سكانار» معطبة منذ 03 أشهر. والمطلوب من وزارة الإشراف هوالتدخل لدى الشركات الأجنبية حتى يتم إصلاحها. ولذا يتم تحويل المرضى يوميا في اتجاه مستشفيات أخرى مما أثر سلبا على عدد سيارات الإسعاف الموجودة بقسم الاستعجالي . ومع تعطب 3 آلات للتحاليل فإن التواصل مع المرضى أصبح شبه صعب . وحول رداءة الأكلة بالنسبة إلى المرضى بين أن مطعم المستشفى يتعرض إلى عملية نهب معللا الوضعية بالمناولة وتأثيراتها السلبية على الخدمات الصحية . وإن أثنى محدثنا على المجهودات الجبارة التي يبذلها المدير الحالي للمستشفى السيد الشافي الفريضي فإنه دعا إلى فتح عدة ملفات قد تظهر تراكمات كبيرة في قبول السلع وكيفية استغلالها . أرقام ودلالات 4.9 ملايين دينار توسعة المستشفى الجهوي بالكاف. 600 ألف هو حجم العيادات بمختلف المؤسسات الصحية بولاية الكاف.