طينة الواقعة على بعد أقل من 10 كلم من قلب مدينة صفاقس، منطقة ثرية بخصائصها الطبيعية والأثرية المتنوعة.. ولمن لا يعرف طينة جيدا نقول له هي أهم منطقة في تونس من حيث تنوع الطيور والتي تبلغ حوالي 100 نوع من الطيور المختلفة.. مكتب صفاقس (الشروق) «سماء الطيور» تحولت في السنوات الأخيرة إلى بؤرة للتلوث. وعلى هذا الأساس احتضن مقر بلدية طينة يوما إعلاميا حول تشخيص الوضع البيئي بطينة حضره عدد من المسؤولين الجهويين والمحليين وبعض النواب وعدد من الجمعيات المهتمة بالشأن البيئي. الكلمة الافتتاحية أكد فيها علي الهريشي رئيس بلدية طينة على أن موقف المجلس البلدي واضح من موضوع التلوث باعتباره منظومة كاملة تحتوي ال"سياب" ومحطة التطهير والملاحات وغيرها من أسباب التلوث الكثيرة بالمنطقة. ولا يمكن مقاومتها الا مقاومة شاملة لا تستثني أي عنصر من عناصر التلوث. نادر الطرابلسي رئيس لجنة النظافة ببلدية طينة أكد أن هدف اليوم الإعلامي هو التعريف بالمشاكل البيئية في طينة وحجم التلوث بالمنطقة من ناحية وإبراز الخصائص الطبيعية والأثرية المميزة للمنطقة بما ييسر إمكانيات تثمينها من ناحية ثانية فضلا على البحث عن سبل وضع برنامج متكامل لإنقاذها من غول التلوث الذي أتى على البشر والشجر والحجر. طينة -حسب أغلب المتدخلين- منطقة ثرية بخصائصها المتنوعة بدءا بالمنطقة الرطبة التي تعتبر أهم منطقة في تونس من حيث تنوع الطيور. وتصل الى حوالي 100 نوع من الطيور المختلفة على حد قول الحبيب الدلنسي الناشط البيئي والعضو بجمعية أحباء الطيور. وبها كذلك منتزه حضري ممتد على مساحة شاسعة ومنطقة أثرية يعود تاريخ بنائها إلى العصر البوني. أغلب الحاضرين اعتبروا البادرة طيبة ومداخلاتها قيمة باعتبار أنها قد شملت كل المكونات الملوثة بالساحل الجنوبي و -حسب عضو مجلس الشعب شفيق العيادي- فإن تشخيص الوضع البيئي بطينة أصبح معلوما والمرحلة الحالية تتطلب التركيز على تحديد برنامج عمل واضح لإزالة التلوث من كامل الشريط الساحلي الجنوبي للوصول الى تثمين مختلف الإمكانيات التي تزخر بها طينة خاصة أن اعتمادات ضخمة تم رصدها لإزالة التلوث سرعان ما تبخرت ولم يبق منها الا 15 مليارا من جملة حوالي 600 مليار. وهو ما يتطلب من الحكومة تدخلا سريعا والتزاما بتفعيل الاتفاقيات والدراسات السابقة لوزارة البيئة حول الشريط الساحلي الجنوبي. ومن ناحيتها أكدت كلثوم بدر الدين رئيسة لجنة البيئة بالمجلس الجهوي بولاية صفاقس خلال الزيارة الميدانية لمواطن التلوث بالمنطقة على أنه من المنتظر أن تجتمع بوزير البيئة بخصوص الوضع البيئي بكل المناطق بصفاقس لعرض المشاكل البيئية بطينة وعقارب وغيرها من المناطق في شهر أكتوبر القادم لذلك تسعى رفقة نواب الجهة الى تكوين ملف متكامل يهم التلوث بجهة صفاقس عموما والشريط الساحلي الجنوبي خاصة وتحديدا منطقة طينة التي باتت منطقة منكوبة بأتم ما في الكلمة من معنى. ودعت إلى تفعيل قانون الردع وتسليط العقوبات على المصانع التي تساهم بشكل كبير في التلوث بطينة بالإضافة إلى تنظيم حملات توعوية لفائدة المواطنين. صفاقس