علي بن سالم «متقاعد» مقدس أنا من الجيل الذي تربى على كلمة "سيدي" من المؤدب الى المعلم. لذلك فإنني لازلت الى حد اليوم أكن كل الاحترام والتقدير الى من علمني حرفا وساهم في تربيتي وصقل مواهبي. للأسف لم يعد للمعلم اليوم ذلك الاحترام الذي كان عليه سابقا. فالجيل الحالي تربى على قيم أخرى وهوما ساهم في تدني علاقته بمربيه ومعلمه وعلى الدولة إعادة ترتيب الأمور في مدارسنا وفرض الانضباط وصون كرامة المربين. سهام بن حميدة (موظفة) إعادة الاعتبار يؤسفني ان أرى المعلم يعنف ويشتم لا فقط من طرف التلميذ بل كذلك من طرف الولي. لقد تغير المجتمع التونسي كثيرا وتغيرت معه أخلاق الناس وتراجع موقع المعلم نتيجة التسيب والانحدار الأخلاقي للجيل الحالي الذي لم يعد يكن أي تقدير أو احترام لمعلمه وحتى والديه. فالأمم أخلاق قبل كل شيء ونحن للأسف أمة فقدت اخلاقها لذلك لا يمكن لوم المعلم على تراجع نتائج تلاميذنا وفشلهم في نيل الشهائد وكسب العلم والمعرفة. هاجر البوغانمي (إطار) مراجعة في اعتقادي، ليس المعلم فقط من فقد موقعه ومكانته كمرب بل المدرسة برمتها التي لم تعد تلك المؤسسة التي نهاب. اننا بحاجة ملحة الى مراجعة كاملة وجذرية لمنظومتنا التربوية لإعادة الاعتبار للمعلم وإعطائه جميع الصلاحيات لا فقط في مجال التعليم بل وكذلك في تربية التلميذ وتقويم سلوكه وإعداده ليكون عنصرا صالحا في المجتمع. ومن المؤسف ان كل الإصلاحات التي تعلن عنها الحكومة في قطاع التعليم لم تأخذ بعين الاعتبار مكانة المعلم. يسرى بن سالم (إطار) تحسين الأوضاع حسب ما أتابعه من اخبار تتعلق بأوضاع المعلمين فإنني أرى انه من واجب الحكومة تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية للمدرسين. اذ انه ومن دون مناخ اجتماعي نقي، لا يمكن ان يقوم المعلم بدوره كاملا في تربية الناشئة وتكوين الأجيال على أسس وقواعد صحيحة. ففي الدول المتقدمة، ثمة مهن تحظى بكل الامتيازات ومنها المدرسون والقضاة فهم صمام الأمان لأي مجتمع ضد الجهل والظلم.