مكتب القيروان (الشروق) افتتحت جمعية «المدنية» يوم الخميس 04 أكتوبر 2018 ، ثالث دورها للبحوث والكتاب بمدينة القيروان وذلك بالشراكة مع وزارة التربية وبدعم من مؤسسة للنشر وهي أكبر شبكة كتب بسويسرا PAYOT. وقد أشرف على تدشين هذا المولود الجديد كل من والي القيروان منيرالحامدي والمعتمد الأول والمندوب الجهوي للتربية نور الدين النوري وعدد من الإطارات التربوية بالجهة بحضور رئيس «جمعية المدنية» لطفي مقطوف ورئيس مدير عام لمؤسسة بايوت السويسرية وزوجته. وفي هذا الاطار تحدث لطفي مقطوف باعث ومؤسس جمعية المدنية عن ان هذه الخطوة تعتبر مهمة جدا في انفتاح الجمعية على محيطها وتقريب الكتاب من التلميذ والطالب والمثقف وكل من تعنيه مجالسة الكتاب بانواعه وبلغاته سيما بالجهات والمناطق الداخلية، مضيفا انه وبعد أن أثبتت تجربة «دارالمدنية « بكل من تطاوينوسوسة نجاحا ومردودية من حيث اقبال القارئ بكثافة على الدارين وتثمين هذه المبادرة الرائدة التي اتخذت من الكتاب وإعادة احيائه محور اهتمامها يهمّ الجمعية ان تواصل في تعزيز أهدافها في هذا المجال من خلال ابرام عقد مصالحة بين الكتاب والقارئ على اختلاف شرائحه العمرية والعمل تدريجيا على فسخ الفكرة المترسخة لدى السواد الأعظم بمجتمعاتنا القائلة باندثار الكتاب وموته بعد ان سحبت وسائل الاتصال والاعلام الحديثة منه البساط ليصيب القارئ بشئ من التكلّس الفكري والتصحّر الثقافي و الذي بانعدامه تصبح مواجهتنا للجهل والعنف والتطرف مستحيلة.ولعله من هنا جاءت فكرة ردّ الاعتبار «للكتاب المحترم « على حدّ تعبير مقطوف ، وهوما عنى به الحرص على تقديم وعرض الكتب التي وضعت على ذمة القراء في أبهى حلّة بمكان محترم ولائق حتى يكون الاقبال على الكتاب في ظروف مريحة. وعلّق لطفي مقطوف قائلا: «ان انتقاء مقرّ دار المدنية بالقيروان ، لم يكن اعتباطيا وانما هواختيار مدروس لا فقط باعتبار وزارة التربية طرفا وشريكا وانما حتى يكون الاقبال يسيرا أيضا . ويتوسّط المقر المذكور مبنيي الإدارة الجهوية للتعليم سابقا بجبل الكسكسي والشركة الجهوية للنقل بالقيروان والمعهد العالي للرياضيات بالبناية التابعة للمندوبية الجهوية للتربية بالجهة. كما تطرق السيد لطفي مقطوف ، من خلال تحدثه الينا ، أن الجمعية وبعد ان زودت دار تطاوين ب 18 الف كتاب ودار سوسة ب 35 الف كتاب ، هي اليوم تضع على ذمة فضاء دارها بالقيروان 45 الف كتاب باللغة الفرنسية والانقليزية والألمانية والعربية وهوما وصفه بالضربة الموجعة والقوية للمكتبات الوطنية والعمومية الموجودة ببلادنا والتي لم تطور من زادها موضحا ان «ما يتضمنه مركز وحيد من هذه المراكز الثلاثة هوأكبر بكثير مما هومتواجد بالمكتبات العمومية على اختلافها» كما تولت أيضا تجهيز القاعات الموجودة بعدد من الحواسيب (20 حاسوبا) مزود بالأنترنات ذات الدفق العالي إضافة الى قاعة مطالعة للأطفال وقاعة مخصصة للمسرح وقاعة ادب فرنسي و قاعة للاداب للغات الأجنبية وقاعة الثقافة العامة وقاعة خاصة بالتلاميذ والطلبة. من جهته أعرب السيد باسكال فاندنباغ الرئيس المدير العام لسلسلة مكتبات payot عن سعادته بافتتاح دار ثالثة بالقيروان بعد تطاوينوسوسة قائلا انه يتمنى ان تنال التجربة نجاحا على غرار سابقاتها مؤكدا ان مؤسسته مستعدة للتعاون والدعم ببقية الجهات متحدثا عن اتفاقية ممضاة بينهم وبين جمعية المدنية لمدة 3 سنوات ستدعم خلالها بعض المراكز المدرجة مستقبلا ب 180 الف كتاب كل سنة. تجربة بعث «دار المدنيّة» للكتاب بالقيروان تعتبر إنجازا مهما ولفتة تستحق التثمين باعتبارها وجهت اهتمامها للاشتغال على الثقافة والعلوم من خلال ردّ الاعتبار للكتاب وتدعيمه وتركيزه عمليا ومنهجيا وذلك بثلاث ولايات ضمّت الجنوب (تطاوين) والوسط (القيروان) والساحل (سوسة) في انتظار أن تعمّم التجربة ببقية الولايات في غضون السنوات المقبلة.