تجديد التمسك بالاستقرار الحكومي وإعادة تفعيل التوافق مع رئيس الجمهورية في مايخدم الاستقرار الى جانب الانفتاح على الاتحاد العام التونسي للشغل هي أهم المقررات الصادرة عن اجتماع مجلس الشورى لحركة النهضة في دورته 22. تونس الشروق: وعقدت حركة النهضة بين يوم السبت وامس الدورة 22 لمجلس شوراها للنظر في جملة من الملفات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية حيث تناول جدول اعمالها مستجدات الوضع في الأيام الاخيرة وعلى رأسها حسم موقفها من الشاهد وحكومته ومن مسألة نهاية التوافق مع رئيس الجمهورية الى جانب الاتهامات الاخيرة الموجهة اليها من قبل الجبهة الشعبية. تجديد التمسك بالاستقرار الحكومي. وقبل انعقاد دورة مجلس الشورى الاخير ظهر انقسام داخل حركة النهضة بين تيارين يدفع الاول في سياق اعادة احياء التوافق مع رئيس الجمهورية وضرورة تخلي الحركة عن دعمها ليوسف الشاهد بينما يدفع الثاني نحو بناء شراكة متينة مع الشاهد قد تمتد الى مابعد الانتخابات، وهذا الجدل تسرب الى نقاشات مجلس الشورى واستأثر بالحيز الكبير من النقاش. وأكد عضو المكتب السياسي لحزب النهضة عبد الله الخلفاوي ل«الشروق» محافظة مجلس الشورى على موقفه السابق الذي لا يرى ضرورة في التغيير الشامل للحكومة سيما وان البلاد دخلت في تحضيرات السنة الانتخابية التي تقتضي تدعيم الاستقرار. وجدد شورى النهضة التمسك ايضا بمجمل الشروط التي وضعها سابقا بخصوص الدعوة الى اجراء تحوير وزاري وتمسك الحركة بالتزام كل الحكومة بالعمل الحكومي او ان يستقيل منها كل من يحمل مشروعا سياسيا على علاقة بالانتخابات القادمة من شأنه التشويش على العمل الحكومي. اعادة تفعيل التوافق مع رئيس الجمهورية كما أكد الخلفاوي ان مجلس شورى النهضة دعا ايضا الى تفعيل التوافق مع رئيس الجمهورية بما يخدم الاستقرار معتبرا ان الحركة تنأى بنفسها عن الصراعات وتعتبر ان رئيس الجمهورية ركنا اساسيا في مسار الانتقال الديمقراطي وان تفعيل التوافق لا يعني مسايرة كل المواقف بما فيها التغيير الشامل للحكومة. وتابع الخلفاوي بالقول : « ان النهضة لم تقطع التوافق مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي حيث من غير المعقول ترك المشهد السياسي في حالة من الضبابية والارتباك، والتوافق مع رئيس الجمهورية مهم وركن اساسي للمحافظة على الاستقرار.» عدم الدخول في مناكفات مع الجبهة. ومن الملفات التي تناولها اجتماع مجلس شورى النهضة ملف الاتهامات الاخيرة التي اطلقتها الجبهة الشعبية بخصوص تورطها في حادثتي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي، وفي هذا السياق ولئن اكد رئيس مجلس شورى النهضة في مفتتح اشغال هذه الدورة بان الحركة ستحدد شكل الرد سواء قضائيا او اعلاميا او سياسيا فان الخلفاوي قد أكد للشروق بأن التقدير السياسي الذي اجمع عليه اعضاء شورى النهضة هو عدم الدخول في مناكفات سياسية مع الجبهة الشعبية من منطلق الاقرار بكونهم يحملون تهمة جاهزة للنهضة يسعون الى اثباتها مضيفا بأن كل من يمتلك وثائق في هذا السياق عليه التوجه بها الى القضاء بدلا من إحداث ارتدادات لم تعد تستوعبها الساحة السياسية. الانفتاح على المنظمة الشغيلة ومن جهته قال رئيس مجلس شورى النهضة عبد الكريم الهاروني في تصريح اعلامي امس ان الشورى دعت الى الحفاظ على علاقة ايجابية مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ومواصلة التفاوض مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد لاستكمال الشروط الضرورية للشراكة مع الحرص على العلاقة البناءة مع الاتحاد العام للشغل والانفتاح معه والتعاون في سياق دعم الاستقرار في البلاد. ووفقا لمعطيات تحصلت عليها الشروق فان قرارات مجلس الشورى قد خضعت للتصويت حيث احرز مساندو الشاهد تقدما طفيفا على حساب دعوة التمسك بالتوافق مع السبسي والنداء، كما كان ملاحظا في عمليات التصويت ان عددا من الأعضاء في مجلس الشورى قد احتفظوا باصواتهم، وهو ما يعكس حالة الشد والجذب ويعكس أيضا ضبابية الوضع السياسي في البلاد وصعوبة تقدير موقف واضح وموحد منه.