استثمرت الجامعة التونسية لكرة القدم الأزمة المالية الخانقة للجمعيات الرياضية لتُهاجم الوزارة وتَضعها وجها لوجه مع الرؤساء المُجتمعين أمس مع وديع الجريء للتهديد بصفة رسمية وجِدية بتعطيل نشاط البطولة المحلية ما لم تتحرّك سلطة الإشراف لتسوية ملف المساعدات العمومية في ظرف أقصاه 24 أكتوبر الجاري: أي أن الأندية ستلتزم بإجراء منافسات الجولة الخامسة ذهابا يومي 20 و21 من الشهر المذكور لكنها ستُنفّذ وعيدها وتُوقف القطار عن السير ما لم تحصل على مَطالبها المُتمثّلة أساسا في صرف الإعانات مع إعادة النّظر في عقد «البروموسبور» الذي كان يُوفّر عائدات مُهمّة للأندية. وإذا تَعذّر على الهياكل العُليا معالجة عقد «البروموسبور» فإن الجامعة جاهزة لبعث «مؤسسة» في الغرض (بروموفوت) وتَسمح هذه «الشّركة» بتوفير المال ل»المُحترفين». هذا و»تأمر» الجامعة الوزارة بضرورة تخصيص 50 بالمائة من المداخيل الحالية للتنمية الرياضية لفائدة أندية الكرة (ونتساءل هُنا ماذا ستترك جَماعة كرة القدم لبقية الرياضات الفردية والجماعية وأبطال ذوي الاحتياجات الخاصّة عندما تستحوذ على هذه النسبة الكبيرة من التمويل العمومي؟) وقد طالب المجتمعون أيضا بتمكين الأندية والمنتخبات من استغلال المنشآت الرياضية بصفة مَجانية علاوة على التمتّع ب»العفو الجبائي» كما استغلت الأندية هذه الجلسة للمُصادقة على القانون المُتعلّق برفع «الحَظر» عن اللاعب المغاربي الذي سيكون بوسعه «العمل» في بطولتنا دون ادراجه في خَانة الأجانب بداية من «الميركاتو» الشتوي القادم. الجدير بالذّكر أن الاجتماع غاب عنه النجم الساحلي (المُتصارع مع الجامعة) وأيضا مُمثل نجم المتلوي لأسباب صحية. ومن المعلوم أن الجامعة دخلت في نزاع مع الوزارة ويبدو أنّ احتجاجات الأندية كانت «هدية» من السماء بالنسبة إلى الجريء الباحث عن «حُلفاء» اضافيين في «حَربه» المفتوحة على سلطة الاشراف المسؤولة مِثلها مثل الجامعة عن تردّي الأوضاع في ساحتنا الكُروية.