في حُدود السّابعة والرّبع مساءً تَقف العائلات التونسية في مدرّجات رادس احتراما للمنتخب الغَالي وإجلالاً للنشيد الوطني لا من أجل إرضاء يوسف وإخوته في التَوافق «المَغشوش» على رأي مَرزوق العَارف مِثل كلّ السياسيين بأنّ الكرة تَبقى «الحِزب» الوَحيد القادر على جمع النّاس ولو لمدّة تسعين دقيقة يتخلّص فيها الشّعب من شُحنة القَلق والتَوتّر ويَتناسى أثناءها هُمومه المَعيشية المخلوطة بالحَليب البلجيكي الذي استورده بالطيّب لِيُوقظ فينا نَار الخُماسية «المَشؤومة». وفي حُدود السّابعة والرّبع أيضا تَحتلّ الآلاف المُؤلّفة من المواطنين المَقاهي الشَعبية والفضاءات الرَاقية لمن استطاع إليها سبيلا والكلّ يَنشد الظّفر بسهرة كُروية يَجمع فيها «النّسور» بين الانتصار و»الابهار» خاصّة أن ضيفنا مَغمور وجاء إلى تونس بِجُرح كَبير بفعل السداسية «المُذلّة» على يد مصر التي وضعت مُؤخّرا حكّامها على ذمّة الجريء على أمل الارتقاء بمسابقة «مَرجان أحمد مرجان» شَرط أن يُجسّد الصّادق السّالمي دَور البطل بَدل عادل إمام. ومع انطلاق صَافرة البداية من المفروض أن تَشتعل السّبورة اللاّمعة لإحصاء الأهداف الكَثيرة التي ستسجّلها الأقدام التونسية في الشّباك النيجيرية والحَديث ليس عن بلد «كانو» و»أوكوشا» و»أموكاشي» وإنّما عن النيجر صَاحب التَاريخ المُتواضع والسِجلّ الفَارغ بإستثناء تلك المَوهبة «المَغشوشة» «موسى مازو» الذي مَرّ من البطولة التونسية مُتسبّبا في نِزاعات مَالية وقانونية مِثله مثل الكَثير من «الكَوارجية» الأجانب الذين جعلوا أنديتنا تَغرق في الدّيون وتَعيش تحت «شَبح» العُقوبات الدولية. ضَيف المنتخب في لقاء اللّيلة ضَعيف ومُصنّف بعد المائة في تَرتيب «الفيفا» وهذه المُؤشرات الاحصائية وإن كانت خَاضعة ل»قانون النِسبية» فإنّها تؤكد (على الورق) أن عناصرنا الدولية ستكون في جَولة سياحية تُقدّم خلالها عروضا استعراضية وَتُمطر أثناءها الشّباك النيجيرية بسداسية كما فَعلت مصر. كما أن تسجيل خُماسية أوحتّى الاكتفاء ب»حَارة» من الأهداف سَيُسعد الجماهير التونسية رغم أنّ الرّقم أربعة قد يُمقته البعض لأنّه يُذكّرهم ب»كَابوس» البيض الذي تُمارس أسعاره رياضة القَفز بالزّانة. وقد تَتَحوّل مُباراة اللّيلة إلى حصّة تدريبية أو»مباراة تَطبيقية» بِعِبارة معلول عند تَبرير الخَسارة الودية و»التَاريخية» أمام «الدحيل» بهدف ابننا يوسف المساكني الغَائب عن التشكيلة التونسية منذ فترة دون تَعطيل قطار «النّسور» لأنّ الفريق لا يَتوقّف على أحد حتّى وإن كان بمهارة المساكني وقِيمة الخزري الذي سيكون بدوره خَارج الخِدمة لتسطع «نُجومية» أسماء أخرى موهوبة وتَنتظر «فرصة العُمر» كما هو شأن الصّرارفي الذي قد يكون من أبطال اللّوحة الفَنية المُرتقبة لفريق البنزرتي في المُواجهة النيجيرية. هذا طبعا إذا أحكم المنتخب قَبضته على اللّقاء واحترم الخَصم. ذلك أنّه لا اختلاف في أن المنافس من «الأقزام» في برّ افريقيا كما أنّه مُنهار بفعل السُداسية المصرية لكن الكرة قد «تُعاقب» المنتخب إذا اغترّ بأرضه وجمهوره وتَرتيبه الدولي وتَوهّم أن نقاط الفوز في المكتوب ولاشك في أنّ صَدمة بوتسوانا مازالت في الأذهان، ومن المؤكد أيضا أن فَضيحة الرأس الأخضر مازالت آثارها مَنقوشة على جُدران رادس ومحفورة على قُفّازات بن شريفية وهو أحد «العَاطلين» الذين رَسّمهم البنزرتي في قائمته الافريقية دون تفسير مُقنع لمثل هذه الخَيارات البَشرية العَجيبة والتي كنّا نعتقد أنّها ولّت وانتهت برحيل «السيّد خُماسيات» إلى الإمارة القَطرية التي كشفت للجماهير الرياضية عن جَانب مُهمّ من «لُعبة السَمسرة» في المنتخب خاصّة بعد أن اشتعلت بين معلول والفضيلي على خَلفية تَواجد الوكلاء آنذاك في مُعسكر «النّسور» في «الدّوحة». اللّيلة لن نُحاسب البنزرتي عن لائحة اللاعبين خاصّة إذا عرفنا أنّه لكلّ مُواطن تونسي «قَائمة» خاصّة به. لكن سنطالب المدرّب الجديد - القديم للمنتخب بتحقيق انتصار سَاحق على النيجر مع تَقديم مردود غَزير يؤكد جدارة «النّسور» بتصدّر مجموعتهم في التصفيات المُؤهلة ل «الكان» وهي الاختبار الحَقيقي ل»تَكتيك» ابن المنستير الذي استهلّ المشوار بفوز «صَغير» على سوازيلاند المَجهولة كُرويا والمعروفة عالميا ب»الكَسل» عَافانا وعَافاكم الله من شَرّه. منتخبنا عاد بصيد ثمين من المَملكة السوازيلاندية لكنّه لم يُقنع خاصّة بعد أن وقعت بعض العناصر في «فخّ» التَراخي إثر ثنائية السليتي والخنيسي الفَاقد لشهيّة التَهديف وهو ما يفرض عليه الانتفاض دفاعا عن عَرشه في هُجوم المنتخب الحَالم اللّيلة بالجَمع بين النتيجة والأداء. وخِتاما نقول «مَربوحة.. إن شاء الله مَربوحة» كما غَنّى المرحوم الهادي التونسي نُصرة للمنتخب وهو مُلك الشّعب وفوق البنزرتي والجريء وكلّ الجمعيات ب»كبارها» و»صغارها». البرنامج: تَصفيات كأس افريقيا للأمم في الكامرون عام 2019 (الجولة الثالثة من منافسات المجموعة العاشرة) في رادس (س19 و30 دق): تونس - النيجر (الحكم الغابوني ايريك أتوغو)