ما قاله الرئيس الفرنسي حول تونس بمناسبة القمة الفرنكوفونية الاخيرة اعاد طرح الجدل الدائر منذ سنوات في تونس حول مدى تأثير الأطراف الخارجية في المشهد السياسي التونسي ودعمها لهذا الطرف او ذاك. تونس الشروق: بمجرد أن أنهى رئيس فرنسا إيمانوال ماكرون كلامه في القمة الفرنكوفونية الاخيرة حول تونس وحول ضرورة دعم رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، سارع عديد المتابعين الى ترجمة ذلك سياسيا والقول انه يندرج ضمن ما تعيشه تونس في السنوات الاخيرة من «تنافس» بين القوى الدولية من اجل دعم مختلف الاطراف السياسية فيها. فكلام الرئيس الفرنسي الداعي للوقوف الى جانب الباجي قائد السبسي فسره محللون بالقول ان المقصود منه هو التعبير عن دعم فرنسا له سياسيا ومن وراء ذلك لحزبه نداء تونس في الخلاف الحاصل بينه ورئيس الحكومة يوسف الشاهد والطرف الذي يدعمه اي حزب النهضة. وللتذكير فان فرنسا كانت الى وقت غير بعيد أحد الأطراف الداعمة للتوافق حيث احتضت لقاء باريس الشهير بين قائد السبسي والغنوشي في 2013 ودعمت في مابعد - في اطار اشمل وهو الاتحاد الاوروبي - التجربة التوافقية منذ 2014 فضلا عن الدعم الاقتصادي. غير ان كلام ماكرون الاخير جعل الاعتقاد يسود بان فرنسا أصبحت أكثر ميلا نحو الباجي قائد السبسي الذي اعتبرته ضامنا جيدا للحريات وللحقوق خاصة حقوق المرأة وقد يكون من وراء ذلك مزيد دعمه سياسيا للفترة القادمة خاصة اذا ما توجه نحو اعادة بناء نداء قوي في الفترة القادمة والترشح لرئاسية 2019. موقف يؤكده شق آخر من المتابعين بالقول ان اطرافا خارجية اخرى تحاول احيانا الوقوف وراء هذا الطرف السياسي او ذاك في اطار ما أصبحت تفرضه التوازنات السياسية الدولية الجديدة والتقلبات الاقليمية وفي هذا السياق يتحدث البعض عن وجود دعم امريكي لاطراف ما او عن دعم اوروبي لاطراف اخرى او عن دعم الماني او بريطاني او فرنسي او روسي او كذلك من أطراف خليجية .. يحصل ذلك رغم ان تونس دولة ذات سيادة وعرفت تاريخيا بعدم التدخل في الشؤون الخارجية للدول ومن المفروض على الأطراف السياسية وعموما محتلف الأطراف الفاعلة في البلاد عدم الانسياق وراء محاولات التدخل الاجنبي في الشأن التونسي وفرض حرية واستقلالية القرار مهما كانت حدة الخلافات القائمة بين أبناء الوطن الواحد.