رياح التغيير...هكذا يرى بعض العراقيين التغيير السياسي الاخير الذي جد في المشهد العراقي بداية بإجراء انتخابات «نزيهة» وصولا لاكتمال نصاب الرئاسات الثلاث وانتهاء بالشخصيتين السياسيتين الجديدتين اللتين تحظيان بثقة كبيرة وتميز خاص بكون الرجلين يدركان قيمة الحلول الوسطى لإدارة فاعلة وهما برهم صالح كرئيس للبلاد وعادل عبد المهدي رئيسا للوزراء. في بلد غالباً ما خيب زعماؤه آمال مواطنيه منذ الاطاحة بحكم الرئيس الراحل صدام حسين يأمل العراقيون بعيدا عن الطائفية في حلحلة ملفين عاجلين على الاقل في هذه المرحلة وهما أولا التحدي الأمني عبر اعادة السلم والسلام للشعب العراقي وتخليصه من براثن العنصر الميليشيوي وفوضى السلاح والقضاء نهائيا على بقايا تنظيم «داعش» وهو تحد كبير، و ثانيا وهو ما يوفره الملف الأول اي توفير الأمن من أجل النهوض بالاقتصاد وتوفير مناخ مناسب للتنمية والاستثمار وهو ما سينهض بمعيشة المواطن العراقي ويوفر الاستقرار للبلاد. ورغم أن مهمة برهم صالح وعادل عبد المهدي اللذين يأمل العراقيون في أن يكون اولهم صالح والثاني عادلا ليست بالسهلة واليسيرة، فإن بلوغ مرحلة حرب الاستنزاف مع تنظيم «داعش» مراحلها الأخيرة، والتوقعات بتحسن وضع الميزانية العراقية في العام المالي الحالي والمقبل، بفضل زيادة إنتاج النفط، وارتفاع أسعار البترول وانخفاض معدل الإنفاق العسكري قد يدفعان عجلة الاقتصاد والاستثمار والاصلاح والتنمية. وسط هذه الأزمات التي تحتاج لحكمة ومجهود كبيرين، بعيدا عن المحاصصة، وتذهب للكفاءة دون الأحزاب والكتل يرى الشعب العراقي بارقة أمل قد تعيد بلاده الى صفوة دول المنطقة والى دورها ومكانها الطبيعي في المنطقة في ظل الوضع الاقليمي المتفجر الذي يسوده التناحر والتنافس والازمات الحادة.