رغم الانتصار بهدف لصفر على النيجر «المَغمور» فإن التَوتّر سيطر إلى أجواء «النّسور» خاصّة أن النتيجة لم تَرتق إلى مستوى الطّموحات التونسية والأخطر من ذلك أن المردود كان هَزيلا ومُخيّبا للآمال. وقد سجّلنا أثناء اللّقاء وبَعده جملة من التصرفات المشينة والأحداث المُثيرة والتي من شأنها أن تُؤثّر في سَير التحضيرات لمباراة الغد ضدّ الخَصم عينه مع تَغيير في مكان المُواجهة من رادس إلى «نيامي». ولاشك في أن المكتب الجامعي والإطار الفني بقيادة البنزرتي أمام حَتمية التدخّل العَاجل والفَاعل لتهدئة الأوضاع حِفاظا على التركيز العالي ونَقاوة الأجواء في هذه الرحلة القارية على أن يقع فتح كلّ الملفات بمجرّد العودة من الأراضي النيجيرية. الصّرارفي على نَهج الخزري بعد الأداء الباهر الذي قدّمه الشاب الموهوب بسّام الصرارفي في اللّحظات الأخيرة من لقاء سوازيلاند احتشدت الصّحافة الرياضية وتدافعت البلاتوهات التحليلية للإحتفاء بهذه «الجَوهرة» الكُروية التي كنّا نراهن عليها كثيرا لإحداث الفارق في مباراة النيجر خاصّة في ظلّ غياب أصحاب اللّمسات الفنية والفواصل المهارية مثل المساكني والخزري الذي أبدع في اللّعب وكذلك في «التَطاول» على المدربين. ولا أحد منّا بوسعه أن يسقط من ذاكرته اللّقطة الشهيرة التي كان بطلها الخزري والكلام عن حادثة عدم مُصافحتنا لمدربنا الوطني السّابق «كَاسبرجاك» وسط ذُهول الجميع. ويبدو أنّ الصّرارفي سلك النّهج نفسه ليلة أمس الأوّل في رادس حيث فشل في كِتمان احتجاجه من قرار تَغييره ولم يُبادر بتحيّة مدرّبه وهو في طريقه إلى بنك البدلاء. والأدهى والأمر أنّ «سي» بسّام الذي شَجّعه الإعلاميون والفنيون والمُحبّون وطَالبوا البنزرتي ب»إنصافه» بعد أن هَضم معلول حُقوقه وحَكم عليه ب»السّجن» في بنك الاحتياط لم يُصافح مُرافقنا الأمين ولاعبنا الدولي السّابق المنصف الخويني الذي هبّ بتلقائيته المعروفة لدعم الصّرارفي دون أن يَتوقّع أنه سيجد نفسه في هذا المَوقف «البَايخ». والحقيقة أنّنا قد نتفهّم الشدّ العَصبي الذي كان عليه مُحترف «نيس» خاصّة أن الأماني المُعلّقة عليه كبيرة لكن من المرفوض أن يَتجاوز الصّرارفي الخُطوط الحمراء ويُسيء إلى المدرب أوإلى قامة كُروية مِثل الخويني صاحب الخُلق الرّفيع والمشوار الكبير ويمكن لبسّام أن يسأل العارفين في «البقلاوة» والافريقي عن أهداف «غَدّارة» في البطولة والكأس ليدرك حجم فِعلته «المُخزية» والتي تَتطلّب الاعتذار من الخويني على الملأ. الشعلالي يَخرج عن النصّ غيلان الشعلالي عُنصر مَهاري وذَكي وهو ما قد يَحتاجه اللاّعب للنّجاح في منطقة وسط الميدان التي رَسّم فيها البنزرتي نجم الترجي إيمانا بمؤهلاته العَريضة وقُدراته الكبيرة. وقد كان الشعلالي أمام فرصة ذَهبية لتأكيد الجَدارة خاصّة أن مُدرّبه السابق في الترجي خالد بن يحيى كان قد «أقصاه» من «الكلاسيكو» ونَصحه في العَلن بتحسين مُستواه وبصفة خاصّة سُلوكه العام. وقد خَيّب الشعلالي الآمال مِثله مِثل جُلّ لاعبينا الدوليين الذي أثّثوا التشكيلة التونسية في لقاء النيجر وحقّق غيلان امتيازا اضافيا بالمُقارنة مع زملائه بعد أن تحصّل على بطاقة حمراء بطريقة مَجانية وبحركة فَضائية و»تَهريجية» لمس على إثرها الكرة باليد اقتداءً ب»نُجوم» السلّة ولم تمرّ اللّقطة دون أن يَتّهمه البعض بصفة فِعلية وجِدية بالبحث عن الاقصاء لِيَتخلّف عن الرّحلة النيجيرية. ولن نُحاسب اللاّعب على «نَواياه» التي لا يَعلمها إلاّ الخَالق لكن بِوسعنا أن نؤكد أن غيلان من طِينة «الكِبار» من حيث اللّعب لكنّه في يَنتمي إلى «نادي الصّغار» على مُستوى السّلوك. «ثَورة» البنزرتي اكتفى منتخبنا الوطني بخطف هدف يَتيم أثناء لقاء النيجر وهو ما لم يُرض لا الجمهور ولا مدرّب «النسور» فوزي البنزرتي الذي بلغنا أنّه هَاج ومَاج داخل حجرات الملابس. ويعود غَضب فوزي البنزرتي على لاعبيه إلى غياب الروح الانتصارية وعدم تَنفيذ التعليمات التكتيكية علاوة على إهدار العديد من الفرص التَهديفية التي كانت سَتهدي الفريق الوطني انتصارا عريضا. ومن حَقّ المدرّب طبعا «تَوبيخ» أبنائه خاصّة أنّ المنتخب لَعب بالنّار وكاد أن يَقع في «فخّ» التَعادل لولا يَقظة الحارس بن مصطفى وتَواضع مؤهلات المُنافس على صَعيد إنهاء الهَجمة. لكن من واجب المدرّب كذلك أن يُراجع حساباته لأنّ «الخَلطة» الفنية المُعتمدة أمام النيجر لم تكن بدورها ناجعة وساهمت في تعطيل «المَاكينة» التونسية التي أهدتنا سهرة كروية مُملّة.. جدا.