هدد وزير دفاع جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس الثلاثاء مجددا باستهداف حركة حماس في قطاع غزة حتى لو كلّف ذلك الكيان الصهيوني حربا شاملة مع القطاع. القدسالمحتلة (وكالات) وقال ليبرمان خلال جولة بمحاذاة قطاع غزة، إن «على الكيان الصهيوني أن يقرر ما إذا كان ينوي خوض حرب أخرى ضد حماس أم لا»، مشيرا إلى أن مجلس وزراء الاحتلال الذي سيعقد جلسة اليوم لمناقشة موضوع غزة، عليه أن يتخذ قرارا بتوجيه ضربة عسكرية لحركة حماس «حتى ولو أدى ذلك إلى خوض مواجهة واسعة». وأضاف: «سلطات الاحتلال لا تنوي الاستمرار في التعامل مع العنف على السياج مع قطاع غزة كما تعاملت لغاية اليوم موقفي واضح للغاية علينا توجيه ضربة قاسية لحركة حماس، هذه هي الطريقة الوحيدة لخفض مستوى العنف إلى الصفر أو ما يقارب ذلك». وأشار ليبرمان إلى أن أحداث يوم الجمعة الماضي جعلته يدرك أن الوضع قد تغير وأن سلطات الاحتلال يجب أن تغير نهجها تجاه الأحداث على السياج الحدودي. وقال: «بعد أن سمحنا لأفراد الأممالمتحدة بإدخال الوقود، لم نتلق إلا عنفا في المقابل. لقد بلغنا خطا أحمر وحان الوقت لاتخاذ القرارات». ووفقا لما قاله ليبرمان، فإن المشكلة في غزة لا تكمن في الإجراءات التكتيكية التي تتبعها حماس، بما في ذلك استخدام الطائرات الورقية الحارقة وإحراق الإطارات، بل قرار قيادة المنظمة العمل من أجل رفع الحصار. وقال «إن العيب الجيني للشعب اليهودي هو أنهم يرفضون الإصغاء ويفسرون الأمور بأنفسهم علينا تقبل الأمور على حالها». وأضاف أن سلطات الاحتلال فعلت كل ما في وسعها تجنبا لتصعيد العنف على الحدود، وقال: «لقد استنفدنا جميع الخيارات وكل الإمكانيات، والآن حان الوقت لاتخاذ القرارات». كما تطرق ليبرمان إلى مقابلة رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، التي نشرت مطلع هذا الشهر، وقال فيها إن حركته ليست معنية بخوض الحرب، مشيرا إلى انه لا ينبغي أخذ هذه التصريحات على محمل الجد. ورأى ليبرمان أنه «من غير المهم ما يقوله القادة العرب باللغة الإنجليزية أو اللغة العبرية، المهم هو ما يقولونه باللغة العربية». وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه أفيغدور ليبرمان قد توعدا حركة «حماس» ب»ضربات قوية جدا»، بعد تجدد العنف على الحدود مع قطاع غزة. وقال نتنياهو في جلسة حكومته الأسبوعية: «يبدو أن حماس لم تستوعب الرسالة بأنه إن لم تتوقف عن الهجمات العنيفة ضدنا فسيتم إيقافها بطريقة أخرى ستكون مؤلمة، مؤلمة للغاية». واضاف: «نحن قريبون جدا من نوع آخر من النشاطات التي ستشمل توجيه ضربات قوية للغاية، وإذا كان لحماس عقل سليم فعليها أن توقف النيران والمشاغبات العنيفة فورا». من جهتها أكّدت حركة «المقاومة الإسلامية» (حماس)، اول امس، أنّ تهديدات الاحتلال الإسرائيلي لن تخيف الشعب الفلسطيني، ولن تكسر إرادته، مشيرةً إلى أن هذه التهديدات «ستشكل حافزاً لمزيدٍ من الانخراط، في مسيرات العودة وكسر الحصار، واستمرارها وتطوير أدواتها». وأشارت الحركة، في تصريحٍ وزع على وسائل الإعلام، إلى أنه ينبغي على الاحتلال إنهاء حصاره على أهل غزة، بدلاً من التهديدات الفارغة وخلق مزيد من الأزمات. ووجهت «حماس» تحية لصمود وتضحيات أبناء الشعب الفلسطيني، في كل أماكن وجوده، وإصرارهم على مواجهة الاحتلال وإفشال مشاريعه ومخططاته، مشيدة بالصمود «الأسطوري» للفلسطينيين المشاركين في «مسيرات العودة وكسر الحصار»، وإصرارهم على نيل حقوقهم، وتحقيق مطالبهم العادلة في الحياة بحرية وكرامة، وإنهاء الحصار إلى الأبد.