في نِطاق الاستعداد للمُواجهة القَارية أمام «غرّة أوت» الأنغولي أجرى الترجي الرياضي أمس الأوّل مباراة تَطبيقية ضدّ «القناوية» وقد آلت النتيجة لفائدة «المكشخين» المُنتصرين بهدفين لصفر سجّلهما هيثم الجويني وبلال الماجري. وبعد هذه «البروفة» الودية، مَنح المدرّب لاعبيه راحة بيوم واحد على أن تَستأنف الجمعية اليوم التحضيرات مُعزّزة بالعناصر الدولية سواء تلك التي تَنشط مع الأولمبيين أو مع منتخب الأكابر العائد من النيجر بوثيقة العُبور إلى «كان» الكامرون عام 2019. مُؤشّرات جيّدة أظهر الفريق استعدادات طيّبة خلال اللّقاء الودي أمام «المَرساوية» حيث سجّلت الأقدام الترجية هدفين ونجح أبناء الشعباني في تقديم العديد من الجُمل الكروية التي نالت استحسان المسؤولين الحَاضرين بقيادة حمدي المدب. ولاشك في أن الأداء الجَيّد للجمعية في هذه المواجهة الودية من شأنه أن يُعزّز ثقة المدرب في امكاناته الفنية وخَياراته البشرية خاصّة أنّ «الصِّدام» القاري أمام «غرّة أوت» أصبح على الأبواب ولم تَعد تَفصلنا عنه سوى أيّام معدودة. في انتظار اللّمسات الأخيرة رَغم طَابعها الودي وغِياب عدّة أسماء ذات ثِقل عن التشكيلة الترجية كما هو شأن الخنيسي وبن محمّد والبدري لتواجدهم في صفوف المنتخب مِثلهم مثل بن شريفية فإنّ المُباراة التَطبيقية ضدّ «جَمل الصّفصاف» كانت فُرصة مِثالية للمُحافظة على نَسق المقابلات والأهمّ من ذلك وضع الأسس العَامّة للخطّة الأمثل والأفضل للإطاحة بالأنغوليين يوم الثلاثاء 23 أكتوبر في رادس بداية من الخَامسة بعد الزّوال. وبالنّظر إلى التشكيلة التي اعتمدها الشّعباني أمام «القناوية» نُلاحظ أنّ الرُؤية واضحة و»الخَلطة» الفنية شبه جَاهزة. ذلك أن خَليفة بن يحيى على رأس الجمعية راهن على تركيبة مُتوازنة أثّثتها جُلّ الأسماء التي من المفترض أن تُواجه «غرّة أوت» الأنغولي في إياب الدّور نصف النهائي لرابطة الأبطال. معين اعتمد على الجريدي في المرمى والذوادي واليعقوبي في محور الدفاع علاوة على الدربالي والربيع في الجهتين اليمنى واليسرى. وبعيدا عن «التَفلسف» تمَّ تَثبيت الايفواري «كوليبالي» كمتوسّط ميدان دفاعي وتَمركز أمامه الكامروني «كوم» والشعلالي ولاشك في أن هذا «المُثلّث» بوسعه أن يوفّر التوازن المنشود في هذه المنطقة الاستراتيجية فضلا عن المساهمات الفعّالة ل»فرانك» وغيلان في المُعاضدة الهجومية. أمّا المنطقة الأمامية فقد كانت من مَهام البلايلي والماجري (على الرواقين) والجويني في المُقدّمة. ومن غير المُستبعد أن يَتّبع معين توجّهات مُشابهة أمام «غرّة أوت» الأنغولي مع إجراء بعض التغييرات المُتمثّلة أساسا في امكانية «اقصاء» الربيع لفسح المجال لبن محمّد علاوة على فَرضية لعب ورقتي البدري والخنيسي مُقابل «التَّضحية» بالثنائي الماجري والجويني وهما من العناصر التي بوسعها أن تُفيد الجمعية سواء تقرّر تشريكهما في التشكيلة الأساسية أوتَثبيتهما ضمن «الذّخيرة الاحتياطية». ورقة بقير بعد أن شَعر ببعض الأوجاع، غَادر الشعلالي الميدان ليعوّضه بقير وقد ساهم هذا التَبديل في تَنشيط الهجوم ولاشك في أنّ سعد قد يكون من الأوراق الرّابحة في لقاء الأنغوليين هذا طبعا في صُورة قرّر الشعباني تَغيير «التَكتيك» في وسط الميدان بحثا عن العُمق الهُجومي. الجَدير بالذّكر أن الأوجاع التي لاحقت الشعلالي خَفيفة وقد تكون ناجمة عن الإرهاق خاصة أنّ اللاّعب كان قد شارك مُؤخرا في لقاء تونسوالنيجر في ملعب رادس. الرجايبي ب»لُوك» جديد مَثّلت مباراة «القناوية» فرصة ذَهبية لتشريك بعض العناصر الاحتياطية «المَنسية» أوتلك التي جَنت على نفسها بفعل الاهمال كما هو الحال بالنسبة إلى «لاعب المليار» آدم الرجايبي الذي نال فرصة الظّهور في هذه المُقابلة الودية. اللاّفت للأنظار أن الرجايبي أظهر استعدادات طيّبة خاصّة بعد أن تخلّص من الكيلوغرامات الزّائدة ومن المؤكد أنّ هذا اللّاعب قَادر على قلب أوضاعه نَحو الأفضل إذا التزم ب»النّظام» وضَاعف المجهودات أثناء التمارين ليقتلع مكانا تَحت الشّمس. دعم كبير يُعتبر لقاء المرسى مواجهة تحضيرية لموعد 23 أكتوبر لذلك فإنّه كان من الطبيعي فرض «الويكلو» حِفاظا على الحدّ الأدنى من «السِرية». وفي الأثناء توافد المسؤولون الحاليون واللاعبون والمسيّرون السّابقون على ملعب رادس لتوفير الدعم المعنوي للجمعية قبل أيّام قليلة من مُلاقاة الأنغوليين. وقد تَضمّنت قائمة المُواكبين للقاء «القناوية» الرئيس حمدي المدب وسَلفه عزيز زهير والمكلّف بفرع الشبان بادين التلمساني فضلا عن قائد جمعية اللاعبين القدامى للترجي وهو عبد الكريم بوشوشة الذي من المفترض أن يكون في الصفوف الأولى أثناء لقاء «غرّة أوت» مِثله مثل العديد من «الكَوارجية» السابقين على غرار لطفي العروسي ورضا عكاشة وعبد المجيد القوبنطيني وعبد المجيد بن مراد وعبد الحبّار مشوش والطيّب المازني وهو أحد أبطال كأس 1964 التي تَحصّلت عليها الجمعية بقيادة ابنها عبد الرّحمان بن عزالدين. تَطمينات كان من المُقرّر أن يَتمّ الحسم في ملف الحضور الجماهيري صباح أمس في ولاية بن عروس هذا قبل أن يقع تأجيل الجلسة التَنسيقية إلى مساء اليوم في المكان نفسه. ومن المنتظر أن تَجتمع الأطراف المَعنية وهي أساسا الولاية والجهات الأمنية ولجنة التنظيم بالترجي في سبيل الاتّفاق بصفة رسمية على عدد التذاكر المَمنوحة لسفير الكرة التونسية في مُواجهته القارية يوم 23 أكتوبر في رادس. وتؤكد مصادرنا أنّ نادي «باب سويقة» تَحصّل على تَطمينات أولية بالاستجابة إلى مَطلبه الأكبر وهو الترخيص ل 40 ألف مُشجّع بحضور لقاء الأنغوليين ودفع الترجيين نحو «الفينال». وتعتقد لجنة التنظيم أن موافقة الداخلية على السماح بحضور 40 ألف محب للمباراة الأخيرة بين تونس والنجير في التصفيات الافريقية يُعتبر من المؤشرات الايجابية على قدرة السلطات المَعنية على تأمين مباراة الترجي بالامتيازات ذَاتها. ضدّ «الجليزة» أسفرت قرعة الدّور السَّادس عشر لكأس تونس عن اصطدام الترجي ب»الجليزة» في ملعب قابس وفي انتظار تحديد المواعيد الرسمية لهذه المحطّة من مُنافسات «الأميرة» التونسية سينزل نادي «باب سويقة» حَتما السّباق بنوايا واضحة وهي المُراهنة على اللّقب خاصّة أن الجمعية هي «مَلكة» الكؤوس دون مُنازع (15 تَتويجا بين 1939 و2016).