هل تعلم سيدي رئيس الحكومة أن متساكني الأحياء الأربعة المستثناة من عملية التفويت قد نفد صبرهم.. وللصبر حدود؟ وهل تعلم أنهم تعرضوا إلى مظلمة لا تغتفر سنة 1989 وهناك من يريد تسليط مظلمة أخرى عليهم بعد الثورة؟ هل تعلم أن متطفلين ودخلاء لا ناقة لهم ولا جملا في هذه القضية يتعمدون عرقلة المسألة، ويقفون سدا منيعا أمام إيجاد حل نهائي لها؟ ولا شك أنك تعلم سيدي رئيس الحكومة أن عملية التفويت أقرتها حكومتك في مجلس وزاري مضيّق انعقد بتاريخ 17 نوفمبر 2015؟ إذن فإنك تعلم سيدي رئيس الحكومة أن ال830 عائلة التي يعد أفرادها قرابة ال3000 فرد استبشروا لهذا القرار ولكن... لكن سيدي رئيس الحكومة تعلم أيضا أن المالكة الوحيدة لهذه المساكن الاجتماعية هي شركة النهوض بالمساكن الاجتماعية SPROLS وهو مثبت في عقود الكراء وعقود البيع عند التفويت فيها سنة 1989 ولا دخل للصناديق التي تروم مساهمة متساكني الأحياء الأربعة في تغطية إفلاسها ولا دخل أيضا للوزارات الأخرى التي تعتبر دخيلة على هذه القضية! إذن لعلمك سيدي رئيس الحكومة وأنت تعلم أن هذه المساكن هي مساكن اجتماعية لا تجارية! هل تعلم أيضا أن لا ذنب لمتساكني الأحياء الأربعة في عدم تسديد معاليم التسويغ، لأن قرار التفويت معناه التمليك والتمليك معناه عدم خلاص الكراء في انتظار إتمام الإجراءات، والإجراءات طالت أكثر من اللازم؟ .... وهل تعلم سيدي وزير الحكومة أن المتساكنين اقتنوا هذه الشقق منذ أكثر من 36 عاما وأن نسبة متقاعديها تجاوزت ٪97 وأن أغلب المتساكين هم الآن يتامى وأرامل وعجّز ومعوقون... وأن هناك من يفكر في إلقائهم في الشارع ليعوّضهم من يدفع أكثر، إلا أنهم قالوها عالية ورددوها أن لا سبيل أن يقع ذلك إلا فوق جثثهم أي بعد أن ينتقلوا إلى الرفيق الأعلى في يوم واحد؟! والغريب سيدي رئيس الحكومة أنه ينبغي أن تعلم أن أحد وزرائك الذي كان من المفروض أن يكون المدافع الأول عن هذه القضية، قال بالحرف الواحد (والمجالس بالأمانات) قال: «آش بيهم ها السكان يحبو ياخذو ديارهم بلاش؟!!!». ... لكن يجب أن تعلم سيدي رئيس الحكومة أن هذا الوزير يجهل أو يتجاهل أن المتساكنين دفعوا أموالا تساوي أسعار مساكنهم أكثر من ثلاث مرات.. أي بالفلاقي أنهم سددوا ثاني ومثلث ثمنها.. أي أنهم «خالصين مع ربي وعبادو»؟ ... وهل تعلم سيدي أن متساكني هذه الأحياء الأربعة يتساءلون كل يوم: ماذا ينتظر هذا الوزير ليضع فوق مكتبك وضمن جدول أعمالك هذا الملف وتنتهي العملية بأسرع وقت تفاديا لوقوع كارثة اجتماعية. واعلم سيدي رئيس الحكومة أن الكارثة الاجتماعية آتية.. بل هما كارثتان اثنتان: الأولى هي الوضعية المزرية التي عليها مساكن حي الرمانة2، حيث أن متساكنيها مهددون بسقوط سقوفها على رؤوسهم.. وأن عدد العائلات هناك يبلغ أكثر من 400 عائلة أي نصف عدد عائلات الأحياء الأربعة؟ أما الكارثة الاجتماعية الثانية فتتمثل في استعمال وسائل التهديد لمتساكني الأحياء الأربعة لإخلاء مساكنهم بالقوة العامة إن تطلب الأمر ذلك... تصوّر سيدي رئيس الحكومة؟ هل تعلم سدي وزير الحكومة أن الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق شاغلي مساكن «سبرولس» المستثناة تعب أعضاؤها من تنظيم الاعتصامات والاحتجاجات، ومن لقاءاتهم بالمسؤولين ومن طرق أبواب رئاسة الحكومة وبعض الوزرات المعنية (وهي غير معنية.. ولكنهم مضطرون) وخاصة أبواب وزارة الشؤون الاجتماعية. ... وعلى ذكر هذه الوزارة فإن مقالا نُشر بجريدة «الشروق» بتاريخ 2 أفريل 2018 على لسان المتساكنين تحت عنوان: «الحل بيدك يا وزير الشؤون الاجتماعية» طالبوه فيه بالتعجيل في تفعيل قرار المجلس الوزاري المضيق المنعقد بتاريخ 17 نوفمبر 2015.. ولكن لا حياة لمن تنادي! ... وتبعا لذلك فإن متساكني الأحياء الأربعة المستثناة من عملية التفويت يتوجهون إليك ويقولون: «إن الحل بيدك.. يا رئيس الحكومة» لأنهم يعرفون جيد المعرفة أنك تسعى دوما لضمان السلم الاجتماعية وتوفيرها، خاصة لدى الفئات التي سلبت حقوقها، وسلطت عليها مظالم العهد السابق، وأنك بصدد القضاء على الممارسات التي تنذر بعودة سياسة القمع والتهديد التي دأبت عليها بعض الأطراف... فهل تعلم ذلك؟ وهل تعلم أخيرا سيدي رئيس الحكومة أن متساكني الأحياء الأربعة المستثناة من عملية التفويت يعلمون... بل إنهم متأكدون من أنك ستفاجئهم بقرارك الجريء المتمثل في غلق هذا الملف نهائيا وذلك بحل يرضيهم ويطمئنهم، ويزيل عنهم الخوف ويسعد المتقاعدين منهم والعجائز والشيوخ والمعوزين واليتامى والعجز ما بقي في حياتهم من أيام وكلهم ثقة فيك... وفيك أنت وحدك لا غير.