مع بَدء العَدّ التَّنازلي للموعد القاري الكَبير ضدّ «غرّة أوت» الأنغولي بَلغ التركيز داخل أسوار الحديقة «ب» أعلى مستوياته وضبط أبناء الجمعية من مُحبين ومسؤولين ولاعبين سابقين سَاعاتهم على توقيت اللّقاء المُرتقب يوم الثلاثاء القادم في رادس انطلاقا من الخَامسة بعد الزوال. وقد انصبّ جُهد الفنيين واللاّعبين على التحضيرات التَكتيكية لقلب الطّاولة على الأنغوليين هذا في الوقت الذي يَستعدّ فيه الأحباء للزّحف نحو شبابيك التذاكر تمهيدا ل»احتلال» مُدرّجات رادس ودفع فريق الشّعباني إلى الانتصار والعُبور إلى «الفِينال» القاري. عَملية بيع التذاكر أكدنا منذ فترة أن الترجي سَيحصل على مُبتغاه على مستوى عدد التّذاكر التي تَهمّ مواجهته ل»غرّة أوت» الأنغولي في إطار إيّاب الدّور نصف النهائي لرابطة الأبطال. وقد وافقت الجهات الأمنية فِعلا على تمكين سفير الكرة التونسية في المُسابقة القارية من 40 ألف مقعد سَتُوّزع تسعة آلاف منها على أصحاب الاشتراكات السّنوية مُقابل ترويج البقية في الشبابيك بأسعار مَعقولة. الأسعار سَتتراوح بين 10 و15 و25 و35 و50 دينارا وقد كان بوسع أصحاب القرار التَرفيع في أثمان التذاكر قياسا بأهميّة هذا الحَدث الكبير غير أن هيئة النادي اختارت «التَعريفة» المُعتادة ضَمانا لحضور جماهيري قياسي وإيمانا من أهل الدار بأن الأهداف الرياضية لهذه المُواجهة الكروية أهمّ بكثير من المَكاسب المالية التي لا يُمكنها بأيّ من الأحوال تعويض حلم رابطة الأبطال بدليل ما حصل في السنة الفارطة عندما تزعّم نادي «باب سويقة» العرب وغَنم ما يَقلّ عن ستة مليارات ومع ذلك فإن جميع الامتيازات لم تُخمد «ثَورة» الغَضب النَّاجم عن خَسارة الرّهان الافريقي أمام الأهلي المصري. أمّا بخصوص مواعيد وأماكن ترويج التذاكر فإنّ النية تَتّجه نحو وضع بطاقات الدخول على ذمّة الجماهير الصّفراء والحمراء بداية من الغد في شبابيك الحديقة وزويتن (بَدل المنزه الذي سيحتضن يوم غد لقاء «البقلاوة» والقيروان). وسيكون اللّجوء إلى زويتن أمرا ظَرفيا بما أنّ عملية البَيع يومي الاثنين والثلاثاء سَتتمّ في شبابيك الحَديقة والمنزه. في كنف السرية من المعروف أنّ «المجموعات» عادة ما تُفضّل الاستعداد للمُناسبات الكبيرة في كنف السرية وبَعيدا عن عدسات الكاميراوات. ولم تَخرج «مجموعات» الترجي الرياضي عن هذه القاعدة عشيّة مُواجهة «غرّة أوت» الأنغولي حيث تَقوم «القروبات» بمجهودات قياسية في الكواليس لتوحيد الصّفوف وتجهيز «عَرض فني» يَليق بأهميّة هذا الحدث. وتفيد المعلومات الأولية أن «المجموعات» بصدد الاتّفاق على إعداد «دَخلة» ضَخمة بمناسبة هذا الموعد الذي ينتظره الجمهور الأصفر والأحمر على أحرّ من الجَمر خاصّة أن مباراة الأنغوليين تُشكّل منعرجا خَطيرا وحَاسما في المسيرة القارية للجمعية التي ستجد نفسها في المحطّة الخِتامية وعلى بعد خُطوة واحدة من اللّقب الغَالي بمجرّد الفوز بهدفين نَظيفين على «غُرّة أوت» في لقاء الثلاثاء القادم بصَافرة الزَّمبي «سيكازوي». من كلّ مكان لا يَقتصر التَعلّق بالأزياء الذهبية على أبناء البلد وإنّما تَخترق القاعدة الشعبية للترجي الرياضي الحُدود التونسية نحو العديد من المدن العَالمية كما هو شأن باريس التي تُوجد بها «خَلية» أحباء معروفة بأجوائها الحَماسية ومُداومتها على الاحتفاء بإنتصارات الجمعية وأعياد ميلادها في شهر جانفي من كلّ سنة. وفي هذا السياق تستعدّ مجموعة من أنصار الترجي في أوروبا إلى إلغاء المَسافات والتَحوّل إلى تونس في غُضون الساعات القادمة من أجل حضور لقاء «غرّة أوت» ولاشك في أن مِثل التضحيات الجسيمة لأبنائنا في المَهجر من شأنها أن تُضاعف مسؤولية الفريق لإعلاء راية البلاد وإسعاد عُشّاقه الذين شقّوا «البرور والبحور» لحجز مكان في رادس. شمّام يُحفّز رغم غيابه عن موعد 23 أكتوبر بسبب العقوبة التأديبية فإن «الكابتن» خليل شمّام يتدرب بصفة عادية مع المجموعة ويقوم بدور جوهري في تحفيز اللاعبين وتَوعيتهم بأهمية هذه اللّحظة التاريخية في مشوار الجمعية التي تذوّق معها شمّام طعم المجد القاري في 2011. ماذا عن المُنافس؟ الغَالب على الظنّ أن تَصل البعثة الأنغولية اليوم أوغدا على أقصى تَقدير. وسيتمتّع الفريق المُنافس بكلّ التسهيلات الضرورية أثناء اقامته في تونس ومن المُنتظر أن يسهر المُكلّف ب»البروتوكولات» خميس الدريدي كعادته على جميع الجوانب التنظيمية التي تَهمّ ضيف «المكشخين».