تونس «الشروق»: قال الدكتور خالد عبيد في حديث مع «الشروق» حول سبب عدم وجود مخططات اقتصادية او اجتماعية او سياسية واضحة في البلاد وعدم احراز أي تقدم في هذا الصدد: ما يحصل منذ سنوات في البلاد أمر طبيعي بالنظر إلى أننا نمر بفترة استثنائية تتميز بعدم وجود استقرار سياسي واضح وعدم وضوح الأفق وخضوع كل من يتولى الحكم إلى منطق الولاءات والمحاصصات ما يجعله يصبح رهينة لهذا الحزب أو ذاك. إذا ما أضفنا إلى كل هذا إكراهات التعامل مع اليومي وإكراهات التعامل مع الاحتجاجات التي كانت أحيانا يومية والحرب على الإرهاب بالإضافة إلى وجود هاجس لدى من يحكم بأنه لن يعمر طويلا لذلك يجد نفسه مضطرا إلى التعامل مع الأمور بطريقة «حل مشكل اليوم ورحّل الباقي إلى الغد». لهذا كله من البديهي أن لا تكون هناك رؤية واضحة للعمل الحكومي ولا يمكن أن تكون هناك صياغة واضحة لخطة إصلاحيةولا يمكن أن تكون هناك صياغة لمخطط اقتصادي وحتى الذي تجرأ وقام بوضع مخطط اقتصادي وهو الحبيب الصيد رحل ورحل معه مخططه الاقتصادي ويمكن أن نستذكر هنا أيضا البرامج التي وضعها رئيس الحكومة السابق مهدي جمعة والتوصيات التي وضعتها حكومته لمن سيتولى الحكم من بعده لكن ذهبت أدراج الرياح. وعليه لا يمكن ان نتوجه باللائمة إلى أي طرف يقع حشره في زاوية الحكم مادام لدينا هذا النظام السياسي «الهجين» على حد قول الأستاذ أمين محفوظ ومادامت الأحزاب السياسية هاجسها الأوحد مصلحتها قبل مصلحة الوطن حتى وان كان هذا الوطن قد غرق حاليا.