رغم تواتر نزول الامطار طيلة الشهر الحالي لتيسير عملية الحرث وتحضير الارض والانطلاق في عملية البذر الا ان موسم الزراعات الكبرى تعثر وتاخرت انطلاقته لعدة اسباب. تونس «الشروق»: استبشر فلاحو الزراعات الكبرى بكميات الامطار القياسية التي تهاطلت طيلة شهر اكتوبر الجاري بما يؤشر لعام صابة ولكن لم تكتمل فرحتهم بعد بسبب كثرة المشاكل العالقة التي لها علاقة بمستلزمات الموسم من بذور واسمدة وتمويل فلاحين. وفي هذا السياق قال وسيم السلاوتي فلاح ومكثر بذور ل»الشروق» ان الموسم الفلاحي الحالي اتعس بكثير من الموسم الفلاحي للعام الماضي وذلك بسبب اولا التأخير في اصدار شهائد الاجاحة للفلاحين الى حدود يوم 16 من الشهر الحالي بينما يفترض ان تتم العملية خلال اوت الماضي. وأوضح ان ماقامت به الوزارة هو فضيحة بكل المقاييس اذ كيف تتأخر شهائد الاجاحة كل هذا الوقت اضافة الى ماتأخذه اجراءات البنك من وقت اضافي لاعداد ملف جديد قصد الحصول على تمويل جديد بينما جميع المناطق المعنية لاتحتاج لكل هذا الوقت ولاتحتاج لان تتاخر عملية الاعداد للموسم. واشار الى ان هذه الاشكالية ينجر عنها كثرة الطلب على البذور في فترة قصيرة فيترتب عنها الاحتكار والمضاربة علما وانه لدينا 290الف قنطار بذورا ممتازة لدى الشركات الوطنية وحاليا تم توزيع 90الف قنطار على «السيلونات» والبقية بصدد التحضير بالمخابر او للمداواة. أدوية ومحروقات المؤشرات الايجابية للموسم الفلاحي بفضل نزول كميات هامة من الغيث النافع دفعت بالكثير من الفلاحين الى التفكير في الزراعات الكبرى غير ان معاناة الفلاحين لاتقف عند نقص البذور وغياب التمويل بل تتعداها الى عدم توفر مادة ال»د اوب « التي يمنحها الفلاح للارض بالتوازي مع عملية البذر اضافة الى ارتفاع سعر المحروقات التي دفعت الفلاحين الى التخفيض في عدد مرات حرث الارض وتراجعها من ثلاث مرات الى مرة واحدة وهذا سيكون له الاثر السلبي على المردودية والجودة عند الحصاد. وذكر السلاوتي ان نسق صرف منح الاستثمار الى حد الان بطيء جدا ولم يتم منحها الا لبعض الفلاحين الصغار اضافة الى ان سعر القمح المحدد ب75 دينارا لا يشجع الفلاح على اعدادالارض بالكيفية المطلوبة للضغط على الكلفة. وختم بان بعض المناطق انطلقت في زراعة الاعلاف والبقوليات. هذا وقد اعرب المجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري في اجتماعه الدوري ايام الجمعة والسبت والاحد 19 و 20 و 21 اكتوبر 2018 بالحمامات عن استيائه من تاخر اصدار شهادات الاجاحة وشدد على احكام الاستعداد لموسم الزراعات الكبرى وتثمين العوامل المناخية الملائمة من خلال توفير كل المستلزمات وخاصة منها البذور والاسمدة بالكميات اللازمة التي تفي بحاجات كافة الفلاحين وتيسير التمويل ودعم القروض الموسمية كما يدعو الى تامين الظروف الملائمة لانجاح المواسم الفلاحية وخاصة منها الزيتون والتمور. أرقام ودلالات في سابقة خطيرة وزارة الفلاحة تاخرت في منح شهائد الاجاحة الى غاية 16 اكتوبر الجاري 75 دينارا سعر القنطار من القمح لم يعد قادرا على تحفيز الفلاح لزراعته 290 ألف قنطار هي كمية البذور الممتازة لهذا العام