أيٌام قرطاج الثقافية للابداع المهجري كانت فرصة لعدد من المبدعين والشعراء للقاء الجمهور التونسي فيهم من شارك لأوٌل مرة في نشاط ثقافي رسمي. تونس - الشروق الطاهر البكري من أبرز الكتٌاب والشعراء التونسيين الذين يكتبون بالفرنسية وينشطون ضمن الفضاء الفرنكفوني لكنٌه ظل صوتا تونسيا خالصا . الشروق إلتقته على هامش الدورة الأولى لأيٌام قرطاج الثقافية للابداع المهجري في هذا الحوار كيف تقبلت تأسيس أيام ثقافية للمبدعين الذين يعيشون خارج البلاد ؟ كنت سعيدا بذلك لما يوجد في المهجر من إبداع تونسي حيوي ، ليس بقليل ، فرض بقيمته مكانه وصوته وبات من العيب ان لا نقربه من الجمهور التونسي داخل الوطن,بعث مهرجان قرطاج الأول للمبدعين التونسيين بالخارح يشرفني وأرتاح له. لا شك أنّ هذه التظاهرة ستخفف من شعور المبدع بالوحدة والنسيان والإهمال . وٍربما كان لبعض مبدعي المهجر دور في إثراء الحداثة التونسية عامة- كما كان ذلك أيام خليل جبران وأمين الريحاني ورفاعة الطهطاوي- لاحتكاكها بالإبداعات العالمية ، تللاقحا وتلاقيا. الهجرة مفهوم ثقافي أيضا، هل تعتقد أن البعد ضروري أحيانا لتمثل الوطن؟ في زمن العولمة والحضارة الرقمية تغير مفهوم البعد وليس كل ما يبدًع في المهجر له نفس البعد وله نفس الأسباب والمسارات. علّمني الشعر حبّ تونس وحبّ الإنسانية أينما كنت كما علمني الشعر كتابة المنفى ونشيد الحرية, ليس لي أن أحكم شخصيا هل يمثل ذلك الوطن أم لا بل من حق المتلقي في الوطن أن يعتبرهذا الأدب يمثله ام لا, وعلى سبيل المثال هل نعتبر كلّ الأدب العربي المكتوب الآن في المهجر وهو كثير وغزير يمثل الوطن العربي أم لا ؟ الإجابة بالنسبة لي سهلة لأن الواقع العربي الحالي بحالته المأساوية فرض واقعا إبداعيا مهجريا يتسع من يوم إلى يوم. كيف ترى الحضور الثقافي التونسي في الخارج؟ هناك أصوات فرضت نفسها في الخارج ويشهد لها النقاد والإعلام بالحضور وتساهم في النشاط الثقافي الفرنسي مثلا بكل فعالية في باب الموضة والرسم والموسيقى والأدب خاصة ولكن في كثير من الإبداعات تنعدم المقاييس ومن الضروري ان يكون التقييم صارما حتى لا يخل ذلك بالثقافة التونسية وقيمتها الحقيقيّة . الطاهر البكري موزع بين الكتابة والبحث الأكاديمي، ما هو حضور الشعر في حياتك؟ الشعر نفاثة صدري كما قيل وهو تعبيري الأول والعميق عن الذات والتجربة الإنسانية الفردية والجماعية واقعا وخيالا وغالب كتبي هي دواوين شعرية بالفرنسية والعربية وربما كان عملي الأكاديمي ملتصقا كثيرا بمسائل اللغة والأدب ولم أشعر يوما أنّ الأبحاث بعيدة عن الكتابة الشعرية بل هي تسايرها وتنبع منها وتساعد على تقييمها النقدي . ماذا بقي في ذاكرة الطاهر البكري من تونس؟ السؤال غريب بالنسبة لي لأن تونس تكاد تتخلل كل كتبي إبداعا وبحثا ، قلبا وقالبا ، مجازا واستعارة ، تاريخا وطبيعة ، فضاء وجغرافيا ، بعدا وقربا، هي نبض القصيد ووقعه ، حبّا وعتابا وكنت نشرت في 2011 ديوانا بالفرنسية «أسميك تونس» صدر عن دار المنار بباريس. الشاعر الطاهر البكري في سطور من مواليد مدينة قابس في 1951 مقيم في باريس منذ سنة 1976 شاعر وجامعي صدرت له مجموعة من الأعمال وحاز على عدد من الجوائز من أبرز أعماله: مذكرات الثلج والنار، 1997 قصائد إلى سلمى، 1996 وقفار عند الغروب 2018 شجرة توت حزينة في الربيع العربي 2018