بعد ان فرط في فرصة هزّ شباك الوداد البيضاوي في ملعب محمد الخامس واكتفى بنتيجة التعادل السلبي يكون ممثل كرة القدم التونسية في بطولة زايد للأندية العربية قد أنجز نصف المهمة في انتظار ان يحسم التأهل للدور ربع النهائي في أعقاب لقاء الاياب بالملعب الاولمبي بسوسة مساء الخميس 8 نوفمبر القادم رغم صعوبة المهمة. تعادل أول أمس في المغرب خلّف جملة من التساؤلات وترك حالة كبيرة من الحيرة بخصوص تراجع مستوى جل اللاعبين... صحيح ان النتيجة الحاصلة تعد نظريا «ايجابية» بالنظر الى حجم المنافس والظروف المناخية والجماهيرية التي دارت فيها المواجهة لكنها لا تحجب النقائص التي لاحت في مباراة الجولة الخامسة للبطولة الوطنية ضد الملعب القابسي والتي ظلت على حالها ولو بدرجة أقل. للمرة الأولى الحقيقة ان سفير تونس كان بوسعه هزّ شباك الوداد البيضاوي على الاقل في أكثر من مناسبة وتحديدا بواسطة امين الشرميطي ومحمد أمين بن عمر وحسم أمر العبور الى الدور ربع النهائي منذ الذهاب وتجنب متاعب حوار الاياب ليمر فريق جوهرة الساحل بجانب الحدث وهو المتعود على التألق في الملاعب المغربية . هذه المرة صام النجم عن التهديف بعد ان كان عانق الشباك أمام نادي الرمثا الاردني ذهابا وإيابا. نجاح واضح في الدفاع يستحق حارس النجم مكرم البديري ورباعي الدفاع المتكون من عمار الجمل ورامي البدوي وصدام بن عزيزة وغازي عبد الرزاق الاشادة بعد ان نجحوا في أداء واجبهم على الوجه الأكمل في المنطقة الخلفية. وتمكن عناصر الدفاع من إحباط كل المحاولات الهجومية التي قام بها مهاجمو الوداد البيضاوي المدفوعون بأكثر من 30 ألف متفرج والمتسلحون بملعبهم ونجاعتهم الهجومية في كل المواجهات المحلية والقارية وكذلك الاقليمية التي خاضوها في مركب محمد الخامس . «ماكينة» ال «WAC» لم تتوقف عن الدوران (داخل داره) سوى أمام النجم الساحلي. أصعب نتيجة بقدر ما كان الأداء الدفاعي ليلة أمس منضبطا والخط الخلفي متماسكا ويقظا فإن الأداء الهجومي كان مخيبا للآمال رغم توفر فرص التهديف اذ كان يكفي تجسيم إحداها حتى يخف الضغط على الفريق وتتوفر له المزيد من المساحات في ظهر الخط الخلفي للوداد البيضاوي. تاريخيا عرف النجم بنجاعته كلما واجه الفرق المغربية في مختلف المسابقات غير انه أول امس فقد الكثير من ثوابته بسبب غياب صانع ألعابه ياسين الشيخاوي الذي كان باستطاعته توفير العديد من الحلول للخط الأمامي. النتيجة التي عاد بها ممثل كرة القدم التونسية من مركب محمد الخامس ليست جيدة كما قال المدرب جورج ليكنز بما أنها ستبقى النتيجة مفتوحة على جميع الاحتمالات. أداء رائع لبن عمر عوّل جورج ليكانز كثيرا في مباراة أول أمس على لاعب الارتكاز محمد أمين بن عمر وتبعا لذلك لاح خط الوسط أكثر صلابة في هذه المواجهة الصعبة التي خاضها سفير كرة القدم التونسية خارج الديار وكان بن عمر كما عهدناه في مستوى المسؤولية والانتظارات وقام بواجبه على أحسن وجه بل كاد ان يهزّ شباك الوداد من خلال مجهود فردي في أواخر اللقاء ما يؤكد مرة أخرى أنه أفضل لاعب وسط دفاعي في افريقيا. ماذا عن الانهيار البدني؟ الأكيد ان الجميع لاحظ ان العامل البدني كان وراء تراجع مردود زملاء أمين الشرميطي في الشوط الثاني لمباراة أول أمس... صحيح ان نسق اللعب كان مرتفعا... صحيح ان ارضية الميدان كانت ثقيلة جدا لكن ذلك لن يعفي زملاء ايهاب المساكني من مسؤولية انهيارهم البدني (وهذا موضوع آخر سنعود اليه لاحقا). وتحسبا لقادم المواعيد فإن عملا كبيرا ينتظر المعد البدني أحمد البريري وكامل الطاقم الطبي من أجل تخليص اللاعبين من ارهاق رحلة المغرب وتمكينهم من انتعاشة تساعدهم على حسن التعامل مع مباراة بعد غد ضد نادي حمام الانف في انتظار إعداد برنامج ثري يأخذ بعين الاعتبار صعوبة مباراة الإياب ضد الوداد البيضاوي. مطلع الدقيقة 60 من لقاء الوداد البيضاوي شعر المدافع المحوري عمار الجمل بأوجاع على مستوى العضلة الضامة الشيء الذي استوجب خروجه وتغييره تفاديا لمزيد من المضاعفات. من جهته أكد اللاعب المذكور أنه يعاني من إصابة عضلية قبل المباراة وأنه احس أثناء اللعب ببعض الوخز والاوجاع في الشوط الاول كنه تغاضى عنها قبل ان تشتد حيث لم يعد قادرا على مواصلة اللعب مشيرا الى أنه سيكون جاهزا لمباراة 8 نوفمبر القادم. درس في التشجيع لئن قدم النجم الساحلي في مواجهته للوداد البيضاوي مباراة تكتيكية قل ان شاهدناها فإن الصورة التي جاءت من مركب محمد الخامس كانت هي الأخرى أكثر من رائعة حيث قدمت جماهير الوداد درسا بليغا في التشجيع والمساندة لفريقها فإضافة الى التنظيم في المدرجات والألوان المشجع حضرت الأغاني والشعارات والأهازيج الخالية من الكلام البذيء.. كذلك لم نسجل رشق الميدان بالمتقذوفات والشماريخ لا قبل المقابلة ولا أثناءها ولا بعدها بل أكثر من ذلك نكاد لا نرى أثرا لرجال الامن سواء في المنطقة المختلطة او في المدرجات. حفاوة كبيرة مرة أخرى يؤكد جمهور النجم انه استثنائي بكل المقاييس وتحدى الاحباء الأوفياء للجمعية كل الظروف وسافروا بكثافة الى المغرب وتوافدوا بأعداد كبيرة على مركب محمد الخامس لتوفير الدعم للفريق. ومن جهتهم قدّم الاشقاء المغاربة درسا كبيرا في الروح الرياضية وأحسنوا وفادة جماهير النجم. ولا شك في ان النجم الساحلي الكبير سيحرص بدوره على معاملة الاشقاء بالمثل في حوار الإياب بالملعب الاولمبي بسوسة.